(إن المسألة الرئيسية بالنسبة لنا (الإنجليز) هي كيف يمكن أن تغادر قواتنا القاهرة في الحال)
من اللورد نورثبروك وزير البحرية إلى مأجور بارنج (كرومر) في سبتمبر سنة ١٨٨٣
(إن إنجلترا حريصة على أن يظل باب المفاوضات مع مصر مفتوحا). يونية سنة ١٩٥١
شر البلية ما يضحك
قل يا أهل. . . تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم
في سنة ١٨٨٢ احتلت إنجلترا ديارنا وقضت على الثورة العرابية وقبضت على زعمائها وحوكموا وحكم عليهم بالإعدام ثم استبدل بهذا الحكم النفي المؤبد ونفي الزعماء المصريون إلى جزيرة سرنديب
وهنا يجدر بنا أن يتساءل: لم تدخلت بريطانيا في شؤوننا واعتدت على استقلالنا؟ إن الثورة العرابية كانت ثورة دستورية ونزاعا بين الخديوي ووزرائه، وكانت مطالب العرابيين الرئيسية تنحصر في توسيع اختصاصات مجلس شورى النواب الدستورية حتى تصبح الوزارة مسئولة أمام المجلس حتى يكون للمجلس حق مناقشة الميزانية، وهو حق طبيعي للمجالس النيابية في جميع البلاد الدستورية. ومنعا لتدخل الدول استبعد المجلس حق مناقشة الجزء الخاص بالدين وبالتصفية المالية من الميزانية
ومع هذا فقد تطوعت بريطانيا بتقديم مساعداتها للخديوي وعرضت عليه حمايته ضد شعبه ووزرائه الذين لم يكونوا خارجين عليه، وقتلت أعرق أمة دستورية (إنجلترا) الروح الدستورية في مصر، واحتلت أراضيها دون أن تعتدي مصر عليها فكان هذا العدوان أول جريمة ترتكبها في الشرق الأدنى
سياسة تقليدية:
إن بريطانيا لا تسير في سياستها الخارجية وفق خطط ارتجالية، وإنما تسير وفق سياسة تقليدية يتبعها وزراء خارجيتها مهما كان لونهم السياسي ومهما اختلفت أحزابهم. وقد كانت سياسة بريطانيا التقليدية منذ قدوم نابليون في حملته سنة ١٧٩٨ منع قيام دولة قوية في