للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

إلى الأستاذ دريني خشبة

قرأت في مقالكم القيّم عن (مجلاتنا الممتازة ونصيب المسرح والسينما والغناء منها) فعنث لي الملاحظات الآتية:

١ - التأليف - سواء في المسرح أم في السينما - لم يتحقق وجوده بعد. ومن يعرفون بالمؤلفين في هذين الفنين يعيشون في الواقع عالة على الترجمة والاقتباس ولا أقول أكثر من ذلك!

٢ - صلة المسرح بالأدب وثيقة بل ذاك فرع من هذا ولذلك أشارك الأستاذ رأيه في وجوب عناية مجلاتنا الممتازة به والاهتمام بنقده وتقويمه، وفضلاً عن ذلك فللمسرح رجاله من الممثلين الذين يستحقون التنويه والذكر

٣ - أما السينما فبحكم مواجهتها المباشرة للملايين من الشعب تنقطع بها الأنفاس دون أهداف الأدب السامية، ففكاهتها تهريج، وعلاجها للمشكلات الاجتماعية يقوم على التعمل والمبالغات السخيفة والأخيلة السقيمة، وفيما عدا هذا من الغايات الأدبية فهي عاجزة عنه غاية العجز. ألا ترى يا سيدي الأستاذ أن السينما الأمريكية والأوربية نفسها ٩٠ % منها غث تافه إذا قومته بحساب الأدب الفني، وأن الـ ١٠ % الذي يتصدى لإخراج أعمال فنية عالمية يعرض جسدها دون روحها، أو بمعنى آخر يظهر الحادثة التي توافق (الحركة السينمائية) دون التحليل والوصف، وهما لباب الفن الأدبي عامة، والحديث منه خاص؟. . . فالسينما في الواقع إخراج وتمثيل، وصلتها بالأدب الرفيع مقطوعة أو واهية

٤ - أرجو ألا ينسى الأستاذ أن مجلات لا حصر لها - وهي في انتشارها تسبق المجلات الممتازة وأسفاه بمراحل - لا هم لها إلا تسويد صفحاتها بأخبار أبطال السينما والمسرح سواء من يستحق منهم الذكر أو غالبيتهم الكبرى الغارقة في أمية اللغة وعامية العقل والذوق، وهي أخبار لا تشرف مجلة لها من الاحترام والوقار ما لمجلاتنا الممتازة

٥ - وأما الغناء فمن نجومه فئة يسمو بها فنها إلى مرتبة الأساتذة الإجلاء الذين يغذون المجلات الممتازة بنفحات أرواحهم وعقولهم وعلى رأس هؤلاء أم كلثوم وعبد الوهاب والقصبجي وزكريا والسنباطي!

<<  <  ج:
ص:  >  >>