لقد أقر إخوان الصفاء على أنفسهم بالتشييع في غير ما موضع من الرسائل. فمن ذلك قولهم عن السبب الذي حداهم لكتابة هذه الرسائل:(لكيما إذا نظر فيها إخواننا وسمع قراءتها أهل شيعتنا وفهموا بعض معانيها، وعرفوا حقيقة ما هم مقرون به من تفضيل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم خزان علم الله ووارثوا علم النبوات، وتبين لهم تصديق ما يعتقدون فيهم من العلم والمعرفة والفهم والتمييز والبصيرة في الآفاق)
ومنها:(واعلم يا أخي بأن لكل نفس من المؤمنين أبوين في عالم الروح كما أن لأجسادهم أبوين في عالم الأجساد، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضى الله عنه: أنا وأنت يا علي أبوا هذه الأمة. وهذه الأبوة روحانية لا جسمانية)
هذا وقد عقدوا فصلاً خاصاً بينوا فيه الطوائف التي تنتمي إلى الشيعة، وقد انتقدوا بعضها واسترضوا بعضها، وأخذوا يتبرءون ممن يدعى التشيع وهو يرتكب المنكرات ويقترف الموبقات، ويحملون على من يقول بأن المهدي المنتظر مستتر من خوف المخالفين، كما أنهم حملوا على من يبكي الأموات من أهل البيت حملة شعواء، وهاك ما يقولون: (إن قوماً من أشرار الناس جعلوا التشيع ستراً لهم عما يحذرون من الآمرين عليهم بالمعروف. . . وإذا نهوا عن منكر فعلوه بارزوا بإظهار التشيع واستعاذوا بالعلوية على من ينكر عليهم أو ينهاهم. لبئس ما كانوا يعملون. ومن الناس طائفة ينسبون إلينا بأجسادهم وهم براء بنفوسهم منا ويسمون أنفسهم بالعلوية وما هم من العلويين، ولكنهم من أسفل السافلين، لا يعرفون من أمرنا إلا نسبة الأجساد. . . فهم أبعد الناس عن أهل ملتنا، وأعدى الناس لشيعتنا، وأغفل الناس عن حقيقة أمرنا وأسرار حكمتنا. . . ومن الناس طائفة قد جعلت التشيع مكسباً لهم مثل النائحة والقصاص لا يعرفون من التشيع إلا التبري والشتم والطعن واللعن والبكاء وترك طلب العلم وتعلم القرآن. وجعلوا شعارهم لزوم المشاهد وزيارة القبور كالنساء