للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من روائع أدب الغرب]

ناقوس القرية

لشاعر الحب والجمال: ألفونس دي لامرتين

الحياة: موجة في خضم تأوهات، صبرها الشهد، كأس المجد،

تملأ بالعبرات.

(لامرتين)

كالزفرات تعلو خفقات الناقوس الخاشع المتئدة. الإحراج تمسكها. الوديان تبددها. يد الصغير، توازن كأسه، وتفرغ نغمات الروض العلوية، في نسيم الليل المدلهم.

رجف من أصواته العالية، جزع من خفقاته المتوالية. البلبل يطير تاركا بيته المضطرب مياه الغدير المتموجة، تجنى الأزهار اليانعة من جوانبه. أرملة القرية، تركع لصدى نغماته تترك خيط مغزلها لترسل الرحمات للموتى.

يوقظ في قلبي، غناء هذا البرج الرنان. . .

لا سرور النهار الذي انتهى،

ولا بؤس اليوم الذي انقضى،

ولا صور الماضي الفتية، والذكريات الغنية، التي تهدمت في هذه الطرقات بين الأنوار الذابلة.

لا نومي الهادئ في ظلال أغصان الدلب الندية،

ولا أول نسمة في حياتي،

ولا صوت أقدامي التائهة، فوق هذه الذروات العالية، ولا السرور العظيم تحمله إلى موجاتك يا نسيم الصبا، المثقل بالروائح العطرة التي لا تنضب.

لا ذكرى الجواد الواقف في المرج وقد لوى عنقه الحريري على يدي المدربة، ومزج ضفائر عنقه، بشعرات رأسي الشقراء، والأرض ترن تحت سنابكه القوية كالسندان، بينا

<<  <  ج:
ص:  >  >>