ردفه يحملني، وزبد شدقيه يكسو فضة ناصعة حشائش الوادي.
لا الحب نفسه. . .
الحب، الفجر الأول في الحياة.
حيث شهور الربيع تجري ماء الحياة في نسغ النبات، فتزهر العقول وتخضر الأحراج.
في الظلال أصوات العذارى الحاملات الجرار لملئها من الينبوع، تصل لسمعي وئيدة، فتدب في جسدي الرعشة ولا أنت. . .
أنت التي أبكيك أبدا،
الفورة الأولى لدمي،
صوت الفؤاد الذي يفنى، ويوقظ في روحي الدمدمة السحرية، معطرة بالعنبر، فتنثر في الأجواء رياح الشعر
أواه. أيها المجد، ولا أنت. . .
لا الشتاء يحمل إليك دون أسف أيامي مع بقايا الأعشاب الفارغة من الحب.
ونثرات الأوراق الذابلة، وصدى المجد الفارغ.
أعشاب الطريق، مزروعات علوية، تعطر الأقدام، ولكن جذورها لا تغرس في القلوب.
لا أكاليل الأعراس، يقطفون زهورها في المساء. فيسممها الحقد، ويذبلها الحسد.
ولا ما يهب الحياة نشوة، تاج المجد المحطم تحت يدي. الزهرات المعارة، لا تمسكها ساق، تذبل وتجف، ثم تقع من فوق الحبيين
هو ذاك اليوم.
أصواتك ممتزجة بزفرات امرأة، مخضلة بالعبرات، مترعة باليأس، رنت في أرجاء الوادي، تبكي نعشين مرا، يجللهما الحزن، ويسبل عليهما الألم رداءة،
في قبر واحد، دفنت أرواح ثلاثة ونسيت على حافة اللحد.
من الفجر حتى الليل، من الليل حتى الفجر، تذرف الدمع أيها الناقوس. كما أذرفه. تجمع بين قلبينا زفرة محرقة. الأهوية والسماء تردد نواحك، كما لو فقد كل كوكب أمه، وكل نسيم ولده.
من ذلك اليوم رنانك المقدسة ارتسمت في ذاكرتي المفجعة. وامتزجت بكأس آلامي