للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المترعة. اختلطت زفراتك بأصوات قلبي، وتردد صداها في أنحائه. معدنك الرنان المغموس في اللهيب يماثلني عندما يبكي، هو قطعة من روحي، يوقع عليها ملاك نغماتك.

أرقد لغفلتك، وانهض ليقظتك. صوت نعيك، صديق تسمعه أذناي. بين رنين الأجراس، أفرق نغمتك. تغمرني موجاتك. كالأجراس تعلو في جنباتها رنات بعوضة طائرة.

أقول لنفسي: هذه الزفرة الحزينة المبهمة، يحملها إلي نسيم الليل العميق، موجة اثر موجة. أواه لأجلي تتردد هذه الأصوات العالية. أفهم ما يقول. ويدرك ما أفكر. والهواء الجاهل في هذا السكون المحتدم يحمل إلى لهجته المؤثرة.

أقول لنفس: صوت هذا المعدن المتردد، قبل أن يصل إلى قلبي، ويغمر جنباته ويغرق قطعاته. اهتز فوق أطلال الماضي الراقد، يحمل إلي من بقايا قبته المتهدمة أشياء.

حجر القبر، حيث دفن حبي، يقرع بهذا اللحن العذب. لا تعجب يا ولدي إذا اهتزت أفكاري لأصوات هذا الناقوس. مغرم بصمته الأمين للردى. لأول رنة تختلج تحت قبته أقف مصغيا لما يحمله إلي الحمام

أما أنت، مذياع الحزن البشري الذي اخترعته الأرض لتجهر بآلامها. غن نشيد القلوب المحطمة الرائع، فزفراتك تهب الأحجار روحا، والمقل الجافة دموعا، والصلاة خشوعا أبديا، والقبور حزنا سرمديا.

عندما يحمل العمال نفسي وبقايا حطامي، تبقى هنا روحي تقذف حممها الملتهبة نحو السماء. الباكون، حاشية باردة، تسير خلفي لتضع جسدي، تحت باب حقير، ترتمي عليه أشعة الشموس.

إذا يد ورعة قرعتك لشرفي. فلا تحزن مخلوقا بزفراتك المتصاعدة. لا تنشر الدموع في الأفق. التمس جرس العيد واقرع فوق لحدي، برنة سلسلة سجن قرحة تقع على عتبته

غرد كالعندليب لحنا خالدا، يرتفع من منزلك، والسوط الأسمر يوجه نحو فجر النهار خفقته المحزنة.

غن أنشودتك المترددة في أعماق السموات تطفئ شهوة الخصوم المتشبثين بأدران الحياة.

إليك

اقرع قبل اليوم، دق رويدا الساعة. صديق في منزلي الحقير، يحضر ليضيء في هذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>