التحليل النفسي طريقة عملية لمعرفة الرغبات المكبوتة في اللاشعور، والعقد النفسية الناشئة عن هذا الكتب. وأول من فكر في هذه الطريقة ووضع قواعدها ومصطلحاتها العلمية العالم النفسي العظيم - سيجمند فرويد - وقد تقدم التحليل النفسي في السنين الأخيرة تقدما كان له أثر كبير في علم النفس فتطور هذا العلم بواسطته تطورا عظيم الأهمية بعيد الأثر ولا سيما من الناحية اللاشعورية. وتتلخص طريقة التحليل النفسي في حمل المرء المراد تحليل نفسيته على أن يطلق لنفسه العنان فيدع أفكاره تأتي وتروح بدون أن يضبطها أو يراقبها. وبهذا تكون أفكاره لا علاقة لها بالعلم الخارجي وتصبح حاله أشبه ما تكون بحال المطرق في حلم. ثم يطلب منه ألا يقاوم تلك الأحلام وما عيه إلا أن يقول كل ما يخطر بباله فيذكر أوهاما وعبارات مضطربة وألفاظا لا ارتباط بينها. بعضها عن حوادث بعيدة حصلت له في الطفولة وبعضها حصل له في بقية أدوار حياته الأخرى وأكثرها يتعلق بآلامه وآماله وبكل ما هو مؤثر في نفسه وسلوكه
ويجب على المحلل أن يكون شديد العطف على المريض فيعينه على البحث في قرارة نفسه حتى يصل به إلى حادثة أو فكرة معينة يتخذها كمفتاح يفتح به اللاشعور فيتوصل بها إلى معرفة سبب الاضطراب في السلوك والأعصاب، ومتى بلغ المحلل هذه النقطة أمكنه أن يعرف كل شئ. فالتحليل النفسي إذاً مفتاح اللاشعور والغاية منه معرفة سبب الاضطراب في لسلوك والأعصاب. ونحن نرى من الحق أن نبسط هذا الموضوع بعض البسط حرصاً على الفائدة وتوطئة لفهم ما عند الغزالي في هذا الموضوع فنقول
عندما اصطدم الإنسان بالمجتمع وما فيه من قيود انكبتت رغباته وميوله انكباتاً سبب له كثيراً من الأمراض النفسية والعصبية فخلقت هذه الأمراض النفسية والعصبية للمريض جحيما مستقرا لا تنطفي ناره ولا تخمد أوراه. والذي يؤسف له حقا هو أن أكثرية البشر