ما اسعد طلاب المسابقة بمقرراتهم هذا العام! فكلها - أو معظمها - من الكتب العامة، الهامة في الوقت نفسه، في عداد المراجع الفلسفية: الدراسات حولها كثيرة، والشروح والكتابات وافية غزيرة، وما على الطالب إلا أن يلقي بنفسه في لجتها ليستوعبها.
والكتب التحريرية - التي هي مجالنا في هذه المقالات حتى يوم الامتحان - من عيون الكتب الفلسفية كل في ناحيته، الأخلاق والعقائد، فضلاً عن أن كليهما لأحد مشاهير الفلاسفة عند اليونان وعند العرب، إن لم نقل أنه لأشهر فيلسوف يوناني وعربي على الإطلاق.
ولنبدأ أولاً بار سطو في (أخلاقه) النيقوماخية.
نتناول الفيلسوف أولاً، ثم نعمد إلى تحليل الكتاب، خصوصاً الجزء المقرر منه.
والمراجع العربية التي يمكن أن تفيد في الإحاطة بحياة الفيلسوف اليوناني ومذهبه - إذ يجب ألا تنقطع نظرية الخير من الأخلاق الأرسطية، ولا الأخلاق ذاتها من جملة المذهب الأرستطالي - أقول هذه المراجع العربية كثيرة، وإن كان يجب قراءتها بحذر وحيطة، والبدء باستيعاب النص المطلوب دراسته، ثم التنقيب بالشروح والتواليف الواردة حوله، وأخيراً وضعه في مكانه من الهيكل العام لفلسفة أر سطو؛ حتى لا يكون لهذه الكتب التفسيرية خطرها ومصادراتها على فكر الدارس، ألا يكون له رأيه ووجهة نظره الخاصة. وهو أهم ما يجب أن يحرص عليه طالب المسابقة.
ذلك - أيها الطالب النجيب - أن المسابقة سبق، ولا يحوز قصب السبق إلا الباسل المغوار الذي يجول بين الآراء ويصول، ثم لا يعدم - حين لا يكون له رأي خاص مستقل - ألا يفرق بين مختلف الآراء، فمهد نفسك لهذه الغاية النبيلة وهذا الفوز الكريم، ففي السباق يقاس بالأنف، وليس في الحياة أجمل من لذة النصر. .
أبدأ بقراءة النص المطلوب إليك دراسته، ثم أعد قراءته مرة ومرات، فسترى أنك في كل مرة تعيد القراءة تكشف من أمره جديداً، وتفهم أكثر من ذي قبل، (واستعن) واستعن على