أيعلم العرب والعالم أجمع أن تأسيس دولة صهيونية في فلسطين هو نذير بخطر على العالم عظيم، لأن الدولة الصهيونية ستبتلع جميع دول العالم في عصر أو عصرين. والشيوعية الروسية ليست إلا صنيعة الصهيونية نفسها. وما إنشاء هذه الدولة الصهيونية إلا تتمة برنامج وضعه حكماء اليهود السابقون أي حاخاماتهم، (وكلمة الحاخام بالعبرية تعني الحكيم والحاكم معاً. وكان هذان المعنيان لشخص واحد من قديم الزمان).
والبروتوكولات التي نشرت نموذجاً منها في مقالي السابق هي ملخص محاضر جلسات أولئك الشيوخ الحكماء. وفي هذه المحاضر السرية يرى القراء ماذا يبيت الصهيونيين لجميع الأمم غير اليهودية التي يسمونها في اصطلاحهم (الجوبيم) وما يضمرونه من السيطرة والاستبداد والأذى للأمم، وسأنقل من هذه المحاضر إلى (الرسالة) أهم ما فيها من الاستعداد لهذه السيطرة والوسائل الجهنمية التي يتوسلون بها من غير أن يفطن ساسة الأمم وعلماؤهم وزعماؤهم إليها؛ أو يفطنون إليها مستهترين.
ولذلك نعرضها على القراء لكي يعلموا أن الدولة الصهيونية في فلسطين إن قامت إنما هي بدء التهام الأمم وابتلاع دولها. . . لا سمح الله.
هذه البروتوكولات كانت سرية ثم افتضح أمرها في آخر القرن المنصرم، إذ اتصل خبرها بأحد أعيان الروس الأستاذ سرجيوس بيلوس، وهي مكتوبة باللغة الروسية، وقد طبعها في سنة ١٩٠٥ وكتب لها مقدمة قال فيها:(إن نسخة خطية من هذه الوثائق دفعها إليه صديق قبل وفاته في سنة ١٩٠١ بأربع سنين، وأكد له أنها ترجمة (إلى الروسية) صحيحة كل الصحة (ربما كانت عن أصل فرنسي) سرقته سيدة من شخص ذي مقام وذي نفوذ عظيم في الماسونية بعد نهاية اجتماع ماسوني عقد للتكريس في باريس؛ وكان هذا الاجتماع في وكر للمؤامرات الماسونية اليهودية (غير الماسونية العامة).
ولا يدع أن تكون فرنسا أوكاراً سرية للصهيونية لأنها بطبيعتها الثورية أرض صالحة لنمو الدسائس الصهيونية التي ألقت عليها حلة (الحرية والإخاء والمساواة) ذراً للرماد في العيون كما سيجيء بيانه.