[أحياء ذكرى ابن خلدون]
نشر الأستاذ محمد عبد الله عنان فصولاً في الرسالة أرَّخ فيها
العلامة ابن خلدون، فكانت هذه الفصول ولاغرور خير ما
كتب في تاريخ هذا العلامة، بيد أن الأمر الذي يرجوه الناس
ودعا إليه الصحافي العجوز في مايو سنة ١٩٣٢ بالأهرام لم
يتحقق ولم نصل إليه. دعا هذا الصحافي الفاضل إلى إحياء
ذكرى ابن خلدون لكي ينتفع هذا الجيل وما بعده بهذه الذكرى
الطيبة، وقام الكتّاب على أثر ذلك يبينون ما نعمل لأحياء هذه
الذكرى، وكان من رأي الأستاذ احمد زكي باشا أن ينصب له
تمثال، وأن يبحث عن قبره ليشيّد. وكان من الآراء القيّمة
النافعة أن يطبع تاريخ ابن خلدون ومقدمته وينشرا على الناس
بنفقات طبعهما. وهذا الرأي كان خير الآراء وانفعها، وقد
انقضى عام وبعض عام بغير أن نرى أحدا قد نهض لأحياء
هذه الذكرى. ولقد كنت قرأت في صيف سنة ١٩٢٣ للمرحوم
تيمور باشا بحثا في الهلال، أبان فيه أنه لا يوجد في ما طبع
من مقدمة ابن خلدون طبعة صحيحة، وأنه رأى بخزانة
الأستاذ زكي باشا نسخة مخطوطة صحيحة بقلم ابن خلدون
نفسه، فرجعت إلى أحمد زكي باشا لأسأله عما قال تيمور باشا