للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يتخذه النساء مخرماً مهلهلاً مثقباً؟ وهو على الرغم من كل ذلك يلبس فوق الجلد بغير جوارب أو نحوها. فحدثني بعد هذه الصورة وكن صريحاً. . أي المنظرين أشهى للعين وألفَت لنظرها؟ أهي القدم الحافية أم المستورة تحت مثل هذا الحذاء المفضوح؟ أهو الجسم الصريح الهادي على علاّته أم ذلك المرائي المتحصّن في كل تلك الغلائل. . . هذه تبرز نهديه. . . وتلك تضغط كشحيه. . . وغير هذه وتلك من الخرق والمزق التي تغريك كل قطعة منها بكشف ما دونها ومعرفة ما ورائها! إن ما يثير الرجل من المرأة ليس هو ظهرها المتجرّد، ولا هي سيقانها العارية، ولكنها نظرتها الساجية التي ترخيها في وجه الرجل كأنما تدافعه عن نفسها وهي إنما تراوده بها عن نفسه! وليست المرأة العارية هي التي تبعث الفتنة، فقد علمنا أن في هذه الدنيا قبائل كاملة يعيش نساؤها عاريات وسط الرجال. فلم نسمع بأن ذلك كان مدّعاة إلى أن يتخطف الرجال بعض هؤلاء النساء. ولا أن تشيع الفتنة والفساد في تلك البيئة بسبب هذا العراء. ولقد علمنا من الجانب الآخر بأن الفتنة على شرما تكون هنا في طرقات القاهرة والإسكندرية حيث (الملاءات) التي تنسدل من الرأس إلى القدم، ومع ذلك فإنها لا شأن لها إلا أن تحسر الأرداف، وتنحسر عن بعض السيقان، تبدى جانباً منها وتضن بالجانب الآخر، إمعاناً في الفتنة واستفزازاً للغرائز.

إني أحدثك صادقاً أن الرجل يكون في البحر أو فوق الشاطئ تموج حوله السيقان، وتصطخب الأثداء، وتتلألأ الظهور، وتترقرق النحور، فلا يشغله كل ذلك بمثل ما يشغله في الطريق وقوف امرأة تميل على جوربها ترفعه، أو انشغال أخرى بذيل ثوبها ترخيه على ساقيها بعد إذ هفا به من فوقهما النسيم. وعلى الرغم من كل ذلك فأن النيابة، والبوليس، والصحافة، ورجال المطافئ، ورجال الدين، كل أولئك يعلنون الحرب عواناً على: (شاطئ ستانلي باي)

مصطاف

<<  <  ج:
ص:  >  >>