بدأت الظواهر النفسية منذ خلق الإنسان فهي جزء منه صادرة عنه، وكانوا يطلقون عليها في ما مضى العلوم الروحانية وهي عبارة عن بعض الظاهرات النفسانية والروحانية مثل الوساطة وهي المصدر من وسيط وهو شخص موهوب يملك المقدرة بان يكون حلقة الاتصال بين الموتى والأحياء، إذ يناجى الحي روح ذوي رقابته وأصدقائه ممن توفاهم الله عن طريق ذلك الوسيط. ومنها ازدواج الشخصية التلقائي ومثال ذلك أن ترى رأى العين شخصاً بعيداً عنك بمناسبة حادث خطير وقع لذلك الشخص، وتسمع صوته تماماً، وهي رؤية وسمع يختلفان كل الاختلاف عما يراه ويسمعه بعض المجانين والمصابين بعصاب أو ذ ' هان أو باختصار فأن تلك الظاهرة ليست (بالهلوسية) البصرية أو السمعية وإنما هي ظاهرة ازدواج الشخصية التلقائي.
وقد اهتم بدراسة هذه الظاهرة بعض الإنجليز مثل (جيرني) و (ميرز) وهما عضوان في جمعية الأبحاث النفسية (البسيوكولوجية) الإنجليزية، ومن الفرنسيين (فلاماريون) و (لانسلن)
كل هذا كان معروفاً لدى القدماء ولا سيما الشرقيين مثل الهنود والصينيين وقدماء المصريين كما كانوا يطلقون على تلك العلوم التي تختص بدراسة مثل هذه الظاهرات الروحانية والنفسية العلوم المحجوبة حيناً، والعلوم البدنية العلوية في بعض الأحيان ما يشبه المعجزات ويستشف حجب الغيب الكثيفة.
وظهر في مستهل فجر النهضة العلمية بعض الفلاسفة ممن انقطعوا لدراسة الظواهر النفسية والروحية مثل (بلين) و (بازيل) والفيلسوف ابن سينا و (باراسلز وزعم هذا الأخير بان من الممكن أن يؤثر عقل في عقل آخر بواسطة ما سماه وقتئذ (بالسائل المغناطيسي).
وفي عام ١٧٧٠ جاء (مزمر) بنظرية المغناطيسية ولقيت استعداداً في النفوس ضمن هلا نجاحاً باهراً. وفحوى (المغناطيسية) أو (المزمرية) كما كانوا يسمونها، أن كل حسم من الأجسام جماداً كان أو حيواناً تنبعث منه موجات مغناطيسية تكون في الحيوان اشد مما هي