للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

الشروق

ديوان شعر للأستاذ حسن كامل الصيرفي

بقلم الأستاذ مختار الوكيل

علم الله كم سعدت وفرحت حينما أهدى إلي صديقي الكبير الأستاذ حسن كامل الصيرفي ديوانه الجديد الأنيق (الشروق). فرحت لأنه أعاد إلى ذاكرتي تلك الحقبة الطيبة المباركة من مطالع الشباب الغرير الطافر، التي تعارفنا خلالها وتعاونا في ظلال تلك الدوحة الأدبية الفنية الوافرة الظلال (أبولو) التي رعت النهضة الشعرية في هذه البلاد وفي سائر بلاد العروبة، وأحدثت - بفضل نشاط باعثها الدكتور أبي شادي نزيل الولايات المتحدة الأمريكية اليوم - نهضة وثابة جريئة في دنيا الشعر والأدب؛ فعليها وعلى باعثها ورائدها الأول ألف تحية وسلام!!. . وسعدت لأن الشعر الأصيل الحي لا يزال، في هذه الآونة التي طغت المادية فيها على كل شيء عداها، يجد التأييد والمؤازرة الصادقة من الناشرين المخلصين الذين يأبون إلا أن يطلعوا القارئين على روائع الإنتاج الأدبي، فيسوقون إليهم هذا الشراب الخالد من نبع الشعر الكريم ليكرعوا منه فتطهر نفوسهم ويذهب عنهم ما يرين عليها من صدأ المادية الصماء!!. .

عرفت الصيرفي إذن منذ ستة عشر عاماً شاعراً متصوفاً يميل إلى الرمزية ويجنح إلى الإغراق في التأمل، لا ينظر إلى ظواهر الأشياء والمرئيات وإنما يتعمقها ويغوص إلى باطنها باحثاً عن صميمها وجوهرها، ويعاني التجارب الشخصية ويكابدها ولكنه لا يتحدث عنها، إذ ينظم، حديثاً شخصياً وإنما يصوغها مبلورة في تجارب عامة مما يعانيه جمهور الناس في كل مكان وزمان. أجل وعرفت الصيرفي في ذلك الحين شاعراً رشيق اللفظ موسيقي الجرس، يحسن بموسيقاه الطلية المنغومة التعبير عن نفسه الصافية وروحه النقية الشفافة، كما عرفته شاعراً صادقاً لا يتعب الناقد في التعرف على شخصيته مما ينظم! وبينما كان معظم الشعراء أو الذين عرفوا بأنهم شعراء ينظمون في المناسبات التافهة ويمدحون ويتهالكون على الملق والرياء، ويرثون ويمعنون في تكلف البكاء، كان حسن

<<  <  ج:
ص:  >  >>