حديث اليوم عن (المختار) للأستاذ عبد العزيز البشري (عضو مكتب المجمع اللغوي) لا عضو المجمع اللغوي، كما ظن من أخطئوا فهم قرار وزير المعارف. ولسنا بهذا نستكثر عليه عضوية المجمع وقد ظفر بها الأستاذ أحمد أمين، وإنما أردنا تحديد مكانه بجوار (الخالدين)
فمن صاحب هذا الكتاب؟
كانت بيني وبين الأستاذ عبد العزيز البشري مصاولات سجلتُها في كتاب (الأسمار والأحاديث) ثم انتهت تلك المصاولات بالحقد من جانب، وبالصفح من جانب، فمن الذي حَقَد؟ ومن الذي صفح؟ لقد رجعتُ إلى قلبي أستفتيه فلم أجده يضمر لهذا الرجل غير الإعزاز والتبجيل، ولكني مع ذلك أنكر مذهبه في الإنشاء، ولا أرى رأى وزارة المعارف في إفهام الطلبة أن نثر البشري يصلح للاقتداء والاحتذاء، إن صح أن لوزارة المعارف رأياً في الكتب التي تفرضها على الطلاب، فسيأتي يومٌ نتبين فيه أنها قد تحكم على بعض الكتب بالسَّماع، وهو يومٌ غير بعيد، ما دامت وزارة المعارف إلى رجال لا تؤذيهم كلمة الحق من أمثال الدكاترة هيكل والسنهوري وغربال
عبد العزيز البشري كاتب مشهور، مشهور جداً، حتى جاز للأستاذ خليل مطران أن يحكم بأنه (أعرف من كل معرَّف بين الناطقين بالضاد) ومن كان كذلك فهو أقوى من أن يُهدَم، ولا خوف عليه من صيحة النقد الأدبي، وإذا فلا بأس من أسماعه قول الصدق بتلطف وترفق، عساه يغَّير ما بأسلوبه من تكلف وتصنّع وقعقعة وعجيج.
البشري كاتب (على الطريقة البشرية). كاتب يذكَرك في كل سطر بأنه أديب يتصيد الأوابد من مجاهيل القاموس واللسان والأساس، وتلك حال المنشئين المبتدئين، وهي حال يُنكرها أعلام البيان، لأنها تشهد على أصحابها بالبعد من الاتسام بوسم الفن الرَّفيع