للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

أسطورة من روائع الأدب الروسي:

العمل والموت والمرض

للفيلسوف الروسي العظيم ليو تولستوي

للأستاذ مصطفي جميل مرسي

(هذه قصة الإنسانية من قديم الأزل. . وقصة البشرية منذ فجر التاريخ. . . تتجلى لنا فيها النوازع التي تضطرب بين انفس البشر، والعواطف التي تمور في قلوبهم، والنزوات التي تختلج في أفئدتهم. . .

تناولها تولستوي ببراعته البارعة الملهمة، وعقله الفذ الجبار - وقد راعه ما بلغته حال العالم من شر وفساد - فتلمس بين تجاربه البعيدة في الحياة، ودراسته العميقة للنفوس وحياً طريفاً صاغ منه القصة الرائعة. . . التي تتمثل فيها - على بساطتها - الدعوة إلى (الحب والخير) وهي دعوة طالما نادي بها تولستوي. بل ظل ينادي بها حتى أدركته منيته وقد بلغ الثمانين)

(م. جميل)

إنها الأسطورة من تلك الأساطير التي يؤمن بها (هنود جنود أمريكا). . . ويتناقلوها خلفاً عن سلف!.

حينما فطر الله البشر - كما يقولون - جعل الإنسان في غير حاجة للعمل والسعي!. فما تعوزه دار يؤوي إليها ولا ثياب يلقيها على جسده يتقي بها لفحة الحر ونفحة القر. . . بل ما كانت تضطرب في نفسه رغبة إلى طعام ولا شراب!. فامتدت بهم الحياة مئات من السنين. . لا يعرف المرض إليهم سبيلا. .

فلما تجلي (الله) تعالى على الكون - بعد أن تصرمت حقب ودهور - لينظر خلقه كيف يعيشون. . ألفاهم - وقد حسب أن السعادة ضاربة بينهم إطنابها - يتشاجرون ويتضاربون. وراح كل منهم يعني بنفسه دون رعاية لأخيه. . فساءت حالهم وفسدت دنياهم وحاق الشر بهم. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>