(ص ١١٧): كان خالد بن الوليد يسير في الصفوف يذمر الناس ويقول: يأهل الإسلام، إن الصبر عز، وإن الفشل عجز، وأن مع الصبر النصر.
قلت: أراد محققو (العقد) أن تظهر (ابنة، وإذن، ويا إبراهيم، ويا أهل) كما رأيت استناداً إلى بعض مؤلفات في (الإملاء) على انهم لم يعملوا في كثير من الألفاظ بما جاء فيها.
وللفظة (ابنة) بين علمين في (أدب الكتاب) لابن قتيبة قول يخالف غيره، وهو هذا:(وتكتب هذه هند ابنة فلان بالألف وبالهاء، فإذا أسقطت الألف كتبت هذه هند بنت فلان بالتاء)
وفي (الاقتضاب في شرح أدب الكتاب) لابن السيد البطليوسي بحث في إذن وغيرها جدير بالنشر وهو هذا: (قد اختلف الناس في إذن كيف ينبغي أن تكتب، فرأى بعضهم أن تكتب بالنون على كل حال، وهو رأى أبي العباس المبرد. ورأى قوم أن تكتب بالألف على كل حال، وهو رأى المازني ورأى القراء أن تكتب بالنون إذا كانت عاملة وبالألف إذا كانت ملغاة. وأحسن الأقوال فيها قول المبرد. لأن نون إذن ليست بمنزلة التنوين ولا بمنزلة الخفيفة فتجري مجراها في قلبها ألفا، إنما هي أصل من نفس الكلمة، ولأنها إذا كتبت بالألف أشبهت إذا التي هي ظرف، فوقع اللبس بينهما. ونحن نجد الكتاب قد زادوا في كلمات ما ليس فيها، وحذفوا من بعضها ما هو فيها للفرق بينها وبين ما يلتبس بها في الخط. فكيف يجوز أن تكتب إذن بالألف، وذلك مؤد إلى الالتباس بإذاً؟
وقد اضطربت آراء الكتاب والنحويين في الهجاء، ولم يلتزموا فيه القياس، فزادوا في مواضع حروفاً خشية اللبس نحو واو عمرو، وألف مائة، وحذفوا في مواضع ما هو في نفس الكلمة نحو خالد ومالك، فأوقعوا اللبس بما فعلوه، لأن الألف إذا حذفت من خالد صار خلداً، وإذا حذفت من مالك صار ملكا. وجعلوا كثيراً من الحروف على صورة واحدة كالدال