للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[طرائف:]

عن الكتب والكتاب

للأستاذ محمد عبد الغني حسن

نسخ الكتب. تصحيح الكتب. سرقة الكتب. النار والمكتبات

موضوع المكتبة العربية - عامة أو خاصة - هو موضوع طريف سنعرض له بالتفصيل في العدد القادم من (الرسالة)

أما موضوع اليوم فهو توطئة للموضوع الذي اعتزمنا الكتابة فيه للأعداد المقبلة

ومن لوازم الكتب وجود عدد من (الناسخين) ومهمتهم أن ينسخوا من الكتاب الواحد نسخة أو أكثر على حسب رغبة المؤلف أو وفق مقتضيات الأمور

وأول ما عرف من هؤلاء الناسخين في الأدب العربي الجماعة الذين كتبوا المصاحف الأربعة بأمر الخليفة الثالث عثمان بن عفان؛ وهم زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث

أما كتاب الوحي فلم يكونوا نساخاً، بل كان الرسول يملي عليهم الآيات حين نزولها، وشرط النسخ أن يكون عن كتاب أو صحيفة مكتوبة

وليس النساخون مقصورين على الكتاب العربي وحده أو المكتبة العربية وحدها، فهناك نساخون في الكتب الأوربية وكان يطلق على هؤلاء النساخ كلمة الرهبان، لأن الرهبان والقسوس كانوا مختصين في العصور الوسطى بنسخ الكتب

وبهذه المناسبة كان عند النساخين من الرهبان قانون وضعه (تربتم) رئيس الكهنة في عصره يقول فيه: (يجب أن يقطع أحدكم الرق قطعاً، وآخر يصقلها، وآخر يسطرها، وآخر يبري الأقلام يملأ المحابر، وآخر يقرأ ويصحح كتابة الناسخ، وآخر يزخرف الكتابة بالمداد الأحمر وينقط الحروف، وآخر ينقشها، وآخر يلصق الورق ويحبك الكتب على ألواح من الخشب)

فأنت ترى من ذلك كله أن عملية نسخ الكتاب كانت عملاً منظماً توضع له القوانين وتقعد القواعد. وخاصة عند جامعي الكتب من أمراء أوربا في العصور الوسطى

ولهؤلاء النساخين - عرباً كانوا أو فرنجة - طرائف في النسخ. ولكنهم على كل حال

<<  <  ج:
ص:  >  >>