للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القَصَصُ

النحلة وعروس النيل

قصة من القصص الشعبي لسكان جزيرة (بورنيو)

نقلها عن الإنكليزية

الأستاذ إبراهيم عبد الحميد زكي

أحست مرة نحلة صغيرة جميلة أنها قد جاوزت سن الطفولة وبلغت من القوة حدّاً يسمح لها بالطيران وحدها لتجمع رحيق الأزهار وتصنع منه الشهد. فلما حلقت بالجو حمل إليها الريح أريج زهرة حمراء من عرائس النيل كانت نامية على جوانب الغدير، فاتجهت إليها وكادت تسقط عليها لتمتص ما فيها من حلو الرحيق، ولكن (عروس النيل) أبت عليها ذلك وصاحت بها تقول: (لا! أيتها النحلة، لقد أتيت هنا تريدين أن تشقي لك طريقاً بين أوراقي في عنف وقوة كما هو شأن أبناء جلدتك، وإنك لترغبين أن تمتصي رحيقي بغير مقابل. . . ولكن، لا. . . اعلمي إن كنت لا تعلمين أن عليك قبل ذلك أن تدفعي ثمن ما تطلبين). . . فصعدت النحلة في الهواء قليلاً، وحامت حول الزهرة مرات كثيرة، وعلى أزيز جناحيها علواً كبيراً ثم قالت: وما هذا الذي تطلبين (يا عروس النيل)؟ ألا يكفيك ما أنت فيه من نعيم: فها هو الماء العذب يجري حواليك، وهاهو النسيم العاطر يهب منك واليك. . .؟)؛ فجابت الزهرة: (ما أشد غباءك، وما أضيق ذهنك، أيتها النحلة الحمقاء؟ إن هناك شيئاً ينقصني ولا جدال، فارحلي عني وابحثي عنه، فإذا اهتديت إليه وعثرت عليه، فعودي إليّ. . .)؛ فتملك النحلة الغضب، وعلا أزيز جناحيها مرة أخرى، ثم انصرفت تبحث عما تريد منها (عروس النيل)

وبينما هي تطير حائرة مشغولة الفكر لمحت حشرة واقفة إلى جذع شجرة تقرضه، فأسرعت إليها وقالت لها: (أواه أيتها الحشرة! ألا نبأتني بما تريد مني عروس النيل؟)؛ ولكن الحشرة كانت لاهية في نفسها معنية بأمرها فأجابتها: (اذهبي عني. . . ماذا يعنيني من أمرك وأمر عروس النيل؟ ليس لديَّ من الوقت متسع لكما. . . ابحثي عن غيري!)؛ فصعدت النحلة ثانية إلى الجو، وعلا أزيز جناحيها من جديد، ولكنها رأت عنكبوتاً ينسج

<<  <  ج:
ص:  >  >>