انتشرت حركة الأخوة بسرعة كبيرة في المدن والأرياف - بالتكتل والكرم - كدستورهم، وطبقة أصحاب الحرف كأساس اجتماعي لهم، وقتل الطغاة وصنائعهم كواجب من واجباتهم؛ فكانت حركة اجتماعية سياسية دينية عسكرية في نفس الوقت. وقد لاحظ أحد الزائرين في عهد متقدم أن أعضاء كل جمعية من جمعيات الأخوة كانوا أصحاب حرفة واحدة. ولابد من أن الاتحاد التام لجمعيات الأخوة مع الطوائف قد حصل في زمن متقدم، وربما كان ذلك في بدء حركة الأخوة. كما أن حركة الأخوة لم تكن مجرد تنظيم لأصحاب حرفة واحدة، وإنما جعلوا واجبهم حفظ العدل ووقف الظالم عند حده، واتباع قانون أخلاقي وديني، وتنفيذ واجباتهم العسكرية إن دعت الحاجة للدفاع عن حقوقهم، ولم تكن العضوية مقصورة على المسلمين فقط إذ نجد عدد المسيحيين عظيماً جداً في طور متأخر
وهكذا تحقق في حركة الاخوة لأول مرة اتحاد الطوائف والفتوة والطرائق الدينية. وقد أتى كورد لفسكي ببينة ممتعة تؤيد تأثر الطوائف بالنفوذ الإسماعيلي إذ يلاحظ الأستاذ أثراً قوياً لآراء ابتداعية (لا توافق قواعد الإسلام) عند الأخوة، ويرجع أصل ذلك إلى إخوان الصفا. ويذهب (كوبرولو) إلى أبعد من ذلك ويؤكد أن الأخوة كانوا في الحقيقة متطرفين ملحدين في بدعتهم وخروجهم وأنهم من طراز القرامطة أنفسهم
ولدينا وصف هام للأخوة في الأناضول ورد إلينا في رحلة ابن بطوطة من أهالي طنجة زار الأناضول في القرن الخامس عشر الميلادي
وبظهور السلطنة العثمانية وتوحيدها فقدت الأخوة كثيراً من سلطتهم ونفوذهم، وبعد مقاومة عنيفة غير ناجحة اضطروا إلى التخلي عن مهمتهم السياسية والعسكرية، ولكنهم لم ينحطوا أبداً إلى درجة أصحاب حرف عادية فقد استمرت بينهم روح العصر الأول. وحافظت الطوائف حتى القرن العشرين على حياة روحية داخلية وقانون أخلاقي