أعتقد أن (الرسالة) لم تأت فيما مضى من تاريخها بمثل هذا العنوان، ولولا أن أدخل في الحكومة بعض الغيب - كما يقول الجاحظ - لزعمت أنها لن تأتي بمثله في مستقبل عمرها الطويل!
وأعتقد أيضاً أن كل معنى من المعاني التي يحتملها هذا التركيب سيرد على الذهن إلا معنى واحداً: هو معناه المقصود!
(الأربعاء)، يا سيدي القاريء، هو اليوم الخامس من أيام الأسبوع كما تعلم؛ أما الذي لا تعلمه - ولم أكن أنا أيضاً أعلمه - حتى علمته بالأمس القريب، فهو أن لهذا اليوم فائدة، وأن هذه الفائدة هي موضوع تحقيق علمي من الطراز الأول، لا يقوم به رجل من عامة العلماء، أو من صغار رجال الأزهر، ولكن يقوم به عالم خطير وفيلسوف كبير قد عرف بأنه فيلسوف الإسلام والمسلمين، وتبوأ مقعده من جماعة كبار العلماء منذ زمن طويل!
وهي لهذا جديرة بأن نجعل منها مقال اليوم، فنشغل بها قراء (الرسالة) هذا الأسبوع، كما اشتغل بها في الأسبوع الماضي قراء مجلة أخرى حين نشر البحث فيها باحثه الجليل!
كتب كاتب من (قنا) إلى الشيخ الكبير قال:
(إن كثيراً من أهل قنا وضواحيها وغيرها من البلدان، خصوصاً بعض أهالي جرجا، قد اعتادوا أن يقوموا بعمل فائدة تسمى: (فائدة الأربعاء)، وميعادها قبل الظهر بساعة تقريباً في اليوم المذكور من كل أسبوع بضريح سيدي عبد الرحيم القنوي رضي الله عنه؛ والجميع - يا صاحب الفضيلة - يعتقدون نفعها ويرجون بركتها، وهي مجربة بين الآلاف المؤلفة من المسلمين.
وإلى فضيلتكم كيفية هذه الفائدة:
(يذهب من أراد قضاء حاجة (هكذا)، أو تفريج كربة في اليوم والوقت المذكورين سالفاً، ويجلس في ضريح سيدي عبد الله القرشي - وهو على مسافة قريبة من ضريح سيدي عبد الرحيم (رضي الله عنهما) - ويكون على وضوء، ثم يقرأ سورة يس مرة أو ثلاث مرات،