للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

قصتان:

١ - الأميرة: للآنسة جميلة العلايلي

٢ - كاهن آمون: للأديب أحمد صبري

- ١ -

هاتان قصتان، كانتا غذائي في يومين:

أما الأولى فقصة غرام عنيف عفيف، وهي كما تقول المؤلفة: قصة جمعت في فصولها تاريخ الحياة كلها، كتبت حروفها من نار العقل ونور القلب، فتصارع فيها اليقين والشك، والإيمان والإلحاد، والخير والشر، وظهرت فيها شخوص مختلفة من تهاويل المدنية الحادثة، وبساطة الطبيعة الخالدة، واصطدمت فيها التقاليد الصارمة بالعواطف اليقظة، وكان فيها ما كان من رغبة ورهبة، وثورة وخنوع، وألم وأمل، ثم انتهت عند حقيقة خالدة، وهي أن الرجل رجل والمرأة مرأة، ولن يكون الاتصال بينهما إلا على هذا الأساس الذي قامت عليه الحقيقة الإنسانية منذ الأزل

والآنسة جميلة أنثى، فأحسن ما فيها أنها تكتب بطبيعة الأنثى وميولها، فلا كذب ولا نفاق ولا تزوير، ولكنها الأنوثة الواضحة، والصراحة التي لا تتوارى، والعواطف التي تتدفق على وضع الطبيعة؛ ووضع الطبيعة في الأنوثة الكاملة هو الإعجاب، أو إن شئت فقل العشق للرجولة الكاملة، وإقراراً لهذا الوضع المقدس ضحت بالأوضاع والتقاليد في سبيل زوج لا تقدره لها الأوضاع والتقاليد. ولقد نجحت التجربة الجريئة، فكان لها برجولته وكبريائه واعتداده ملء القلب والبصر والسمع، وكانت له بأنوثتها ملاك الرحمة، ومثال التضحية، ورسول الحب!

والمرأة بطبيعتها - كما تعلم - رقيقة الإحساس، مرهفة العواطف، فإذا جمعت إلى ذلك موهبة الشعر كانت في خيالها وفي شعورها متوثبة، كأنها تريد أن تلتهم الدنيا بنظرة، وأن تزم البحر بشعرة، وهذا هو شأن الآنسة الفاضلة في قصصها: فهي تغرد على كل فنن تغريد الشاعر، وهي تجري وثباً وراء الخيال فتسبق الحوادث، وتستطرد من معنى إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>