للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة المرأة]

المرأة اليونانية

للآنسة زينب الحكيم

المرأة اليونانية الحديثة المتعلمة

زرت إحدى دور الآثار يوم الجمعة ٥ من أغسطس سنة ١٩٣٨. والدخول إليها بأجور مرتفعة للأجانب وزهيدة جداً للأهالي

بناء الدار فخم، أمامه حديقة كبيرة منسقة. رتبت محتوياتها وجلها من التماثيل الكبيرة والصغيرة، والآنية الخزفية، والغازات المنوعة الأشكال والمادة، وكذلك الحلي، رتب كل هذا بنظام علمي تاريخي وفني ملحوظ، مما يجعل الزائر يشعر بعد تركه الدار أنه استفاد شيئاً قيماً. فإن بساطة مظاهر الحجرات إنما يرفع القيمة العلمية التي امتازت بها درجات.

لا يوجد بالدار عمال كثيرون، ولا موظفون؛ والذين يتولون الشرح للزوار علماء وعالمات بالعاديات.

وكان يلتف حول كل شارح وشارحة جماعة يفهمون اللغة التي يشرح بها، فرأيت جماعة من الألمان، وجماعة من الإنجليز انضممت إليهم، وجماعة أخرى يشرح لها بالفرنسية، وجماعة رابعة تشرح لهم سيدة يونانية باللغة اليونانية.

كان صوت هذه السيدة مرتفعاً إلى حد مزعج، شوش على جميع المتفرجين، كما ظهرت عليها سمات الغرور، وعدم المبالاة مع أنها فتاة في ريعان الشباب أنيقة الهندام جميلة الوجه، عالمة بدليل أنها تتولى الشرح لعاديات بلادها. إذن كان من أول واجباتها أن تكون أيضاً مثقفة مهذبة بمعنى أن تتذكر تطبيق ما تعلمته من آداب الحديث والاجتماع عملياً وهي في طور اليقظة وإلاّ فمن شب على شيء شاب عليه. على أن هذه الناحية من النقص قد لحظتها بين كثيرات من السيدات اليونانيات المتعلمات.

المرأة اليونانية في بيتها

زرت بعض الأسرات اليونانية الكريمة في بيوتها، وكان من بين هذه الأسر، أسرة كاتب شهير، وكذلك زوجه كاتبة ذائعة الصيت.

<<  <  ج:
ص:  >  >>