للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زرتها أول مرة، فلم تكن السيدة موجودة لارتباطها بموعد سابق، فقابلني زوجها في حجرة مكتبه - وقد تبينت أنه رجل مهذب، يمتاز بسجايا الرجل الجنتلمان. أطنب كثيراً في مدح زوجته؛ مما دل على حسن تقديره لها واعتماده عليها، إذ قال: إنها ذراعه اليمنى في إخراج المراجع التي يحتاجها من المكتبة

قدم لي تحية الزيارة. . . قهوة، ولكن وضع معها على الصينية صحناً به مربى، وحوله ثلاثة أكواب بها ماء مثلج، ووضعت على كل كوب ملعقة صغيرة. استفسرت منه عن كيفية السلوك الذي يجب أن أسلكه؟!

قال: هذه عادة يونانية. يؤكل جزء من المربى ويشرب بعض الماء البارد ثم تشرب القهوة. بعد قليل ودعت الرجل وانصرفت على أن أحظى برؤية زوجه في الزيارة الثانية.

وفي اليوم الذي سبق تحديده ذهبت لزيارة هذه الأسرة ثانية، وجلسنا هذه المرة في حجرة مكتب السيدة الزوجة، وبعد التعارف وحضور حمى الزوج أيضاً، قالت الزوجة: تريدين معرفة شيء عن الحركة الاجتماعية في اليونان؟ قلت: نعم، وأريد أن أعرف كذلك شيئاً عن الحركة التعليمية بالنسبة للمرأة اليونانية، ويهمني كثيراً أن أصل إلى معلومات صحيحة. فقاطعتها أمها قائلة: إن نسبة المتعلمات من السيدات ٦٠ %، والرجال بين ٧٠، ٨٠ %.

وعادت الزوجة وأخبرتني بنتف غير واضحة عن جملة أشياء مما أردت، وقاطعتها أمها مرات، وقاطعتها هي بدورها مرات، ونسيتا نفسيهما فارتفع صوتهما، وكثرت حركات أيديهما.

وسألت عن اسم سيدة أخرى من شهيرات نساء اليونان، فذكر الزوج اسم سيدة، فقلت تفضل بكتابته لي بغير الأحرف اليونانية حتى تسهل عليّ قراءته ونطقه صحيحاً.

قام الرجل وبحث عن قصاصة من الورق على مكتب زوجته، وما كاد يرفعها ويأتي بها إلى مقعده حتى انقضت عليه الزوجة معنفة بحالة شرسة، وأعصاب ثائرة، وغضب شديد، لجرأته على التعدي على منضدة كتابتها، وأخذ تلك القصاصة المشئومة. قابلها الرجل بابتسام ورحابة صدر، وسلك سلوك الرجل السميدع الذي صمم على ستر الموقف مهما كلفه ذلك. لكن الحقيقة التي لا يمكن الهروب من ذكرها، هو أن سلوك الزوجة ذاك، إن دل

<<  <  ج:
ص:  >  >>