كتب إلينا الأديب محمد حسنين احمد يلاحظ على عبارة وردت في مقالة (فلسطين) المنشور في العدد الماضي بقلم مستر كنيث وليمامس، يستفاد منها أن مستر لويد جورج كان رئيسا للوزارة البريطانية قبل الحرب، ويقول ان الحقيقة ليست كذلك، والواقع ان هذه العبارة وردت بنصها في مقال الكاتب الإنجليزي ونقلتها الرسالة مترجمة كما وردت. وهي سهو من الكاتب بلا ريب، لان لويد جورج كان قبيل الحرب وزيرا للمالية في وزارة مستر اسكويث، ثم كان في بداية الحرب وزيرا للذخائر في هذه الوزارة أيضا ولم يتول الرياسة إلا في ديسمبر سنة ١٩١٦. والمرجح ان كاتب المقال يقصد (أثناء الحرب)(لا قبل الحرب)
العلوم
في النبات، وحشة وأنيسة
للدكتور أحمد زكي
كلما كثر السكان وضاقت المناطق العامرة بالناس، نزحوا عن أوطانهم طلب الوسعة في الأرض وما يستتبعها من الوسعة في العيش، والاستعمار دأب الإنسان من قديم. إلا أن صفات العصر وأساليب الوقت في مرافق الحياة كانت تؤثر فيه فيتئد حينا ويسرع حينا. فلما كانت الدواب وسيلة التقلب في جَنَبات اليابسة، والشراُع حامل الإنسان على ظهر المائعة ودفاع الإنسان لما يلقى من وحش جائع وناب كاشر سيفاً ورمحا، وأدائه في تذليل الأرض مِعولا وفأسا، وسقايته لها رهينة بما يجد عفوا من نبع يتفجر أو نهر يزخر، أو مطر يهطل حينا ويمتنع حينا، وعلمه بزراعتها علما يسيرا علمته إياه التجربة المبتَدَهة والأخطاء المتكررة، كان استعماره للأرض بطيئا، وانتشار الجنس الإنساني على هذه الكرة محدودا. وكان يزيد في بطئ استعماره وقلة انتشاره ما في طبيعته من حب ارتباط بأرض ألفها ومهابط اعتادها، وذكرى لماضيه أوثقها بحاضره، وعادة يسرت حاضره فأمل اضطرادها في تيسير مستقبله، أما وقد تغيرت صفات العصر وتبدلت أساليب العيش، فأصبح البخار دابته على اليابسة والمائعة، والبنزين مطيته يشق به الأرض ويفلق الهواء،