ننقل إلى القراء في هذا المقال وما يعقبه سلسلة فصول تنشرها إحدى الصحف الأدبية الكبرى في لندن، على أسابيع، متضمنة جواب استفتاء وجهته إلى تسعة من كبار القصصيين الإنجليز، راجين أن ينتفع شبابناً من عشاق القصة وكتابها بهذه الفصول المترجمة بكل أمانة وإتقان.
في أوائل السنة القادمة: أي بعد بضعة أسابيع، أرجو أن يتاح لي الاحتفال بانقضاء ثلاثين سنة على ظهور قصتي الأولى وإن يكن قد مضى على هذا الحادث الهامّ في تاريخ حياتي كل هذا الزمن الطويل الذي يجعل من العسير أن أستدعي كل ذكرياته على وجه التحقيق، فإنني أستطيع أن أذكر كل شيء بغاية الوضوح!
وحين يسألني الشبان، كما يفعلون كثيراً، عن طريقة لفت الجمهور إلى قصصهم الأولى، وعما صنعت أنا نفسي في مثل ذلك، يعود بي خيلي طائراً إلي الوراء، حتى ليخَيَّلُ إلى أنه الأمس القريب، حين عدت إلي بيتي في (شلسي) ووجدت ما سيجده القراء مفصلاً في هذا المقال. . .
من المحقق أن القصة الأولى التي أخرجتها لي المطبعة لم تكن أول أعمالي القصصية. فلقد بدأت أعالج كتابة القصة منذ طفولتي المبكرة. ولكنني لم أضع قصتي الناضجة الأولى إلا حين كنتُ في (ليفربول)، وبعد أن فرغتُ من دراستي في (كيمبردج)
ولقد كان سفري إلى (ليفربول) بسبب أن أبي كان يحب لي أن أكون قسيساً! وأن أتنكر (لادّعائي) الكتابة! ولهذا التحقتُ بإحدى البعثات الدينية لرجال البحرية، وامتطيتُ ظهر السفن لأداء واجبي كرجل من رجال الدين. واتصلت بكثير من النوتَّية المرحين أمامي الآحاد السعيدة. غير أنني لم أصادف نجاحاً يذكر! وبسبب ما كنت أحسَّ ُ من اندماجي مع