في عنوان هذه الديوان كفاء للدلالة على ما تضمنه ولن أجد ابلغ ما أقدم به مقالي عنه غير هذه العبارة التي اقتطعها من إهداء الشاعر شعره إلى سيد الكنانة وأمير البلاد.
(هذا هتاف الفن لأنوارك الجديدة في كل آفاق الحياة، سكبته من دمي غناء يفيض للدنيا بحبك، وينبض في جوانح الزمن بآيات وطنيتك)
وفي الحق انه لهتاف يشق أجواز السماء، أرسله الشاعر في تواجد الصوفي وفي نشوة الفتى الشابل، فإذا الهتاف تارة تمتمات وتسبيح وترانيم تشع منها أضواء الروح، وتارة أخرى إرنانات مدوية تشهر في الفضاء شهر السيوف تحي مقدم للبطل وتشيد يفاخر البطولة، وترفع رفع أعلام الأعياد ومشاعل الزينات.
ومباعث هذا الشعر مآثر (الفاروق) حفظة الله، وقد فاضت به يداه في مناسبات فكانت أمن الخائفين والمروعين، وأفراح المحزونين والمكروبين، وبشائر الخير والفرج للمحرومين والصابرين مآثر سجلها الشعر الموفق الآثر، فإذا هي دستور للبر والإحسان، في زمن قل فيه البر والإحسان، فهبت النظم الاجتماعية تفرض على الغني أن يشاركه الفقير في ماله وتقضي على المتخومين ذهبا وفضة بان يخففوا مما ثقلت به بطونهم بان يبذلوا مما بين أيديهم. ثم يشرق الشاعر إشراقة أخرى فإذا بالشعر بين يديه يحكى قوله الحق في (الفاروق)، قولة تتلخص. . في انه ملك بنفسه وبشعبه وليس ملكه لنفسه وبدون شعبه.
كرم الباعث الذي فجر الشعر عيونا ونبل، كما طاب قول الشاعر ونبه.
ولكل قصيدة في هذا الديوان مناسبتها وفي كل مناسبة تسجيل لمأثرة فاروقية هذا والقصيد يجرى على غرار ما هو مألوف في شعر المدائح والمناسبات، فهو عرض لمآثر من سيق الشعر في ركابه، ثم تنويه بفعل هذه المآثر في كشف الغمة وزوال الكروب، ثم رسم لأصداء هذه المآثر في نفوس متلقيها. . .