للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فن القيادة]

للكاتب الفرنسي أندريه موروا

بقلم الأستاذ محمد أديب العامري

(كتب أندريه موروا الكاتب الفرنسي المعروف كتابا أسماه (فن الحياة) أو بترجمة أدق (فن العيش) وقد ذاع الكتاب أيما ذيوع وترجم إلى عدة لغات منها الإنجليزية.

والفصل الذي نقدمه الآن هو واحد من فصول الكتاب. ويلاحظ من الفصل أن القيادة أو الزعامة أو الرئاسة عند أندريه موروا لا تعني قيادة الناس السياسية فقط وكما نميل نحن إلى تعريف، ولكنها تعني القيادة أجمالا في ميادين الحياة كلها. فالملك قائد، وزعيم الأمة، وقائد الجيش ورئيس الحكومة قادة. ومثل ذلك رئيس المصلحة أو الشركة أو المدرسة أو رئيس جماعة من البنائين مثلا. ولهذا نرى أن الأمثلة التي يضربها موروا مقتبسة من ميادين الحياة المختلفة، وأنها أمثلة تعتمد على حياة صناعية علمية لا نعهدها كثيرا في بلادنا. فلنصبر على هذه الأمثلة ولنتفهمها فإننا جديرون إذ نفعل أن ندرك أهمية الحياة الصناعية، في الحضارة الراهنة).

المترجم

لا يستطيع الناس أن يقوموا بعمل مشترك قياما مجديا إلا إذا اضطلع واحد منهم بتنظيم نشاطهم جميعا إلى غاية مشتركة، ويتضح هذا عندما يقوم الناس بأعمال تحتاج إلى شيء من النظام. فمن العبث مثلا أن تقوم جماعة من الناس بإنشاء خط حديدي، أو تسيير قارب إلا إذا قام عليهم رقيب يضبط حركاتهم. ولن يكون مصير أي عمل تقوم به جماعة دون قيادة إلا الاضطراب والفساد. ويعلم جميع الذين اشتركوا في حرب من الحروب ضرورة القيادة. وما يصح على الجيش يصح على عمال في ميناء أو صناع في مصنع، أو محررين في مكتب لجريدة، كما يصح على سكان بلد من البلدان. وخلاصة القول أنه حيثما يعمل رجال عملا مشتركا فلا بد لهم من قائد.

وفي اللحظة التي يظهر فيها القائد بقيادته، أو الزعيم بزعامته، وحيث تكون هذه القيادة قوية مضبوطة، يعقب الفوضى نظام واستقرار. وفي الحرب العالمية الأولى كانت الوحدات

<<  <  ج:
ص:  >  >>