والأستاذ بحر العلوم شاعر واقعي يجيد التعبير عن آلام الشعب وله من الدواوين المطبوعة (العواطف) ومن الخطية (الشعب) و (المكشوف) و (الرباعيات) وسأتناول شعراء العراق المميزين في هذا العصر بالتحليل على صفحات الرسالة قريبا إن شاء الله
وقد عثرت على أبيات للشاعر العراقي محمد سعيد الحبوبي وهو من شعراء القرن التاسع عشر للميلاد وقد ولد كما يقول ديوانه في أواخر العقد الرابع وأوائل العقد الخامس من القرن الثالث عشر للهجرة، يصف بها (النارجيلة) أي (الشيشة) في لغة إخواننا المصريين الدارجة. . ولاتصالها بالدخان أثبتها هنا، وهي كما يراها القارئ رقيقة تتسم بالأصالة والعذوبة وهذا هو شأن شعره على المجموع وإن كان لا يخلو من التقليد شأن شعراء عصره. وقد كنت أرجو لو اتسع لي المجال مع الدكتور مهدي البصير الذي سبق أن تكلم عن الشاعر الحبوبي في سلسلة خطبه التي أذاعها من دار الإذاعة اللاسلكية ببغداد ثم جمعها في سفر باسم (نهضة العراق الأدبية)!
ظلت تعربد في كفيه شاربة ... من ريقه العذب لا من نهلة الكاس
حتى إذا جاد لي فها بثثت بها ... وجدي (عيانا) تراه أعين الناس
حيث الدخان إذا ما جال في كبدي ... موهت في نفخه تصعيد أنفاس
جاءت تزر فويق الماء مئزرها ... وفوق مفرقها لألاء مقباس
أعديتها داء برحائي معاكسة ... فالدفع في قلبها والنار في الراس
وقبل أن أختتم هذه الكلمة أود أن أذكر صديقنا الشاعر الأستاذ إبراهيم الوائلي بأن لشعراء الشيء الكثير في وصف الدخان لم اطلع عليه ولعله يتكرم فيذكر لنا شيئا منه إذ قد حدثني صديقي الأستاذ فؤاد عباس معاون عميد الإعدادية المركزية ببغداد وهو دائرة معارف كما يعرف الأدباء بأن لشعراء النجف الكثير في هذا المعنى. لذا يسرني أن أترك المجال للأستاذ الوائلي الآن. . ولعلي بهذه الكلمة أشبع رغبة الأستاذ دعبس في وصف الدخان