ويعتبر إسلام عمر فاتحة عصر جديد في تاريخ الإسلام، إذا استطاع أتباع الرسول حينئذ أن يجهروا بعقيدتهم. ترك محمد (ص) بيت الأرقم، وأقام المؤمنون صلواتهم جماعة وإعلاناً حول الكعبة. وبدأ أشراف مكة يتوجسون خيفة من هذه الحال الجديدة، لأنهم لم يعودوا بعد يناضلون عصابة من الخارجين المضطهدين المنبوذين الذين كانوا يدافعون عن حياة بائسة مستضعفة وإنما يناضلون طائفة أصبحت ذات بأس. تزداد قوتها يوماً بعد يوم بانضمام بعض ذوي السلطان من أهل القبائل، وتهدد كيان الحكومة القائمة، بالمعاهدة مع أمير قوي من قبيلة أخرى
لهذا أجمعت قريش أمرها أن تدبر محاولة ناجعة لتعرقل نمو تلك الحركة الجديدة في مدينتها. تعاقد أهل قريش على مقاطعة بني هاشم الذين حموا الرسول لما له بهم من صلة القرابة، واتفقوا على ألا ينكحوا إليهم، ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئاً، ولا يبتاعوا منهم، ولا تكون بين القبيلتين معاملة أيا كان نوعها. ويقال إن بني هاشم استمروا مدة ثلاث سنوات لا يغادرون ناحية معينة من مكة، اللهم إلا خلال الأشهر الحرام التي تمتنع فيها الحروب في كل الجزيرة، والتي تعاهدت العرب من قبل على الأمن فيها حتى يفد الحجاج لزيارة الكعبة الشريفة مركز دينهم العام
أنتهز محمد (ص) الفرص في أيام الحج ليدعو إلى الإسلام بين القبائل المختلفة التي كانت تفد أفواجاً إلى مكة وإلى الأسواق المجاورة لها. ولكن الرسول لم يوفق لأن عمه أبا لهب