للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الفنون]

الفن المصري

١ - العمارة

للدكتور احمد موسى

دفع الدين والإخلاص له إلى الفن الذي بدأ به المصريون مبكرين. نظروا إلى السماء فقدسوها والى الشمس فعبدوها، والى النيل فعرفوا أنه مصدر حياتهم فجعلوا منه إلهاً للخير، ورأينا فيما سبق كيف كانت عبادة المصريين لمعبوداتهم، وكيف دفع بهم الدين إلى حضارة هي مثار الإعجاب للدارس الباحث على مر القرون

وإذا كانت قواعد تاريخ الفن تشير بتقسيم التراث المجيد إلى أقسام معينة؛ فذلك لكي نحسن الفهم فيتم التقدير الذي يؤدي بنا إلى الاستمتاع بجمال الوجود، فضلاً عما نستطيع وضعه من أصول نتمكن بها من ربط نهضتنا الحالية بالحضارة القديمة، في انسجام وبغير خروج على الذوق العام.

بنى المصريون المقابر والأهرامات لثقتهم بعودة الحياة إلى الجسد بعد الموت، وبعد حساب عسير، ولن تتمتع بقسط من النعيم إلا بقدر ما قدمت من عبادة وتقديس للآلهة، فدفعهم هذا إلى تشييد المعابد التي لم يكن مستطاعاً لهم في غيرها القيام بالواجب الأسمى

فكان بناء المقابر والمعابد أول أقسام الفن، وأجدرها بالدرس لمن يريد معرفة الفن المصري من بناء ونحت وتصوير، والوقوف على ما فيها جميعاً من جمال أدى إليه الشعور بالوجدان وسمو المشاعر ونبل العاطفة

استغرق تاريخ مصر عدة آلاف من السنين، وشمل أسرات بلغت الإحدى وثلاثين، ولذلك ينبغي بتقسيم عصر البناء (والفن من نحت وتصوير) إلى أقسام أولها عصر المملكة القديمة، حيث تم تشييد الأهرامات بالجيزة وغيرها. ثم عصر المملكة الوسطى وبعدها المملكة الحديثة

ويرى الدارس للأهرام سر العظمة البنائية متجلياً فيها، كما يلاحظ الأبهة في إخراجها والدقة المتناهية في تكوينها العام، بجانب ما يستطيع الوصول إليه بالفحص والتحليل من

<<  <  ج:
ص:  >  >>