(لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها وما في بدني شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة، وهاأنذا أموت على فراشي كما يموت البعير! فلا نامت أعين الجبناء)
خالد بن الوليد.
معركة بزاخة:
يقول ابن الكلبي إن بزاخة ماء لبني أسد، ولم يوضح لنا ياقوت هذا المحل في معجمه، والذي يلوح لنا أنه في جنوبي فيد في وادي الغمير على الطريق الذي يصل فيد بالبريدة. فالأرض فيه سهلة وهي صالحة للقتال.
ولعل المعركة وقعت في نهاية أيلول (سبتمبر) أو في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) إذ مضى على حركة خالد من ذي القصة ما يقارب الخمسة عشر يوماً، وبعد أن أمن خالد جانب طيواستنجد بهم تقدم رأساً نحو بزاخة يريد طليحة.
وتقدمت أمامه قوة استطلاع بقيادة عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم، وتدل الأخبار على أن المرتدين باغتوا هذه القوة وقتلوا قائديها، وكانا من فرسان المسلمين المشهورين، وكان جيش طليحة متأهباً للقتال يقود بني أسد سلمة أخو طليحة، ويقود فزارة عيينة ابن حصن ومعه سبعمائة فارس من فزارة.
ومن الروايات ما يدل على أن خالداً وقف بالغمير قبل شروعه في القتال، وإن كانت الرواية التي يرويها الطبري نقلاً عن سيف لا تذكر ذلك بوضوح، وخلاصة الرواية أن أحد المسلمين أخذ رجلاً من بني أسد فأتى به خالداً، وكان الرجل عالماً بأمر طليحة فسأله خالد عما يعلمه عن طليحة.
وموقع الغمير رابية تشرف على مياه بزاخة واسمه في الخريطة جبل الغمير ومنه ينصب وادي الغمير.
ولعل خالداً أرسل قوة الاستطلاع من هذا الموقع ليستكشف قوة العدو وموضعه وجيش