[٢ - قصائد الشعراء]
في تأبين سعد
للدكتور زكي مبارك
قصيدة العقاد:
لم يرسل العقاد قصيدته على النحو المألوف في قصائد الرثاء، وإنما قسمها إلى موضوعات ليصف أكثر الجوانب من شخصية سعد في الحياة والممات، فرأينا في القصيدة أربعة عشر موضوعاً تصورها العناوين الآتية:
(الأربعون - موقف التشييع - من منبر القبر - سعد والضعفاء - مراحل الخلود - سعد يملي على التاريخ - صورة على صفحة الزمن - يوم النفي - إلى مؤتمر السلام - مواكب العودة - سيشل وجبل طارق - الاعتداء الأثيم - المؤتمر الوطني - وداع)
وبهذا التقسيم استطاع الأستاذ عباس العقاد أن ينوع الصور في قصيدته، وأن يجعلها حافلة بطوائف مؤتلفة من الألوان وتظهر جودة هذه القصيدة لمن ينظر الصورة الأولى، إذ يقول الشاعر في انقضاء أربعين يوماً بعد وفاة سعد:
أمَضتْ بعد الرئيس الأربعون؟ ... عجباً! كيف إذن تمضي السنون؟
فترةُ (التيه) تغشّتْ أمة ... غاب (موساها) على (طور سنين)
كلَّ يوم ينقضي نفقدُه ... وهو ملء الصدر من كل حزين
تكبُر البلوى به حين مضتْ ... والبلايا حينما تمضي تهون
كيف ينسى الناس من لم يَنسهم ... يوم تُنسى النفس والذُّخر الثمين
لم يزالوا كلما قيل لهم ... ذهب الموت به يلتفتون
ينظرون القبر لم يبعد بهم ... عهدُ رب القبر في البيت الأمين
لا ولا طالت على أسماعهم ... هدأةٌ من دعوات الهاتفين
يتدانى طيفُه في سِنة ... يُفجع الحالم فيها كلّ حين
إيهِ يا سعد وما أنت سوى ... بَشر يدركه ريب المنون
جئت للناس بِبشْرى خالق ... فإذا متّ فلمْ لا يُفتَنُون