نشرت مجلة (الرسالة) الغراء في عددها الصادر بتاريخ ٢٤ سبتمبر الماضي نقداً لحضرة الأديب الفاضل (الخفيف) عن روايتي ابنة الشمس. وإني لأتقدّم بمصافحته، راجياً أن يكون ذلك بدء التعارف بيني وبينه، وأرى لزاماً في عنقي أن أشير قبل كل شيء إلى روح النزاهة التي بدت في نقده، وعدم تأثره بأية عوامل في إصداره ذلك النقد، وهو ما أرجو أن يتقبّل عنه مني خالص الشكر، غير أني قد رأيت أن أدفع المآخذ التي أخذها حضرته عليّ بما يأتي:
قال حضرة الناقد المحترم: إن عقدة القصة مهمة، وإنني لم أوفق إلى انتخاب حادثة رئيسية، فهنا بنت أنات تحب بنطاؤر، وهنالك نيفرت تحب مينا، وهذا رئيس الكهان يشترك مع والي مصر في إثارة الشعب ضد الملك، وهذا يعاكر قائد الطليعة يريد أن يكيد للملك.
ولعل حضرة الناقد يوافقني على أن الرواية المسرحية لا يجب أن يكون قوامها حادثة واحدة، ولكن محور واحد تدور عليه الحوادث المختلفة، وإن قليلاً من الإمعان في روايتي يبين للقارئ بسهولة: إن ذلك المحور هو النزاع القائم بين الكهنة والعرش. وأن جميع حوادث الحب والثورات والمظاهر المختلفة، وإنما تشعبت من ذلك الأصل. كما يوضح له أنني لم أحل العقدة التي كان أساسها ذلك النزاع إلا في الفصل الرابع من الرواية، أي في الفصل الأخير.
وقبل ذلك كان لزاماً عليّ أن أحيط العقدة بغموض وإبهام كما يشير حضرة الناقد، حتى يكون المتفرج في شوق إلى معرفة الغاية التي أسير به إليها.
إن الكهنة يتآمرون على العرش، وهم بحاجة إلى شخص يكون آلة في أيديهم، وهذا الشخص يجب أن يكون حاقداً على الملك، وهو قائد طليعته. فيجب إذن إيجاد سبب لذلك الحقد. هذا السبب هو حبه الشديد لنيفرت، وعدم توفيقه في الوصول إليها بسبب أوامر الملك. هذا من جانب واحد، جانب الهجوم - إذا صح هذا التعبير - أما من الجانب الآخر