للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[صدى مقتل الحسين]

في التاريخ الإسلامي والأدب العربي

للأستاذ ضياء الدخيلي

(بقية ما نشر في العدد الماضي)

ولما كان يوم عاشوراء من سنة ٥١٦ هـ جلس الخليفة الآمر بأحكام الله على باب (الباذهنج) في القصر وكان ذلك بعد قتل الأفضل وعود الأسمطة إلى القصر - على كرسي جريد بغير مخدة متلثما هو وجميع حاشيته، فسلم عليه الوزير المأمون وجميع الأمراء الكبار والصغار بالقرانيز (ويقول البعض هي على ما يظهر ثياب خاصة ملونة بالقرمز) وإذن للقاضي الداعي والإشراف والأمراء بالسلام عليه وهم بغير مناديل ملثمون حافاة، وعبئ السماط في غير موضعه المعتاد وجميع ما عليه خبز الشعير والحواضر على ما كان في الأيام الأفضلية وتقدم إلى وإلى مصر والقاهرة بأن لا يمكننا أحداً من جمع ولا قراءة مصرع الحسين وخرج الرسم المطلق للمتصدرين والقراء والوعاظ والشعراء وغيرهم على ما جرت به عاداتهم.

قال وفي ليلة عاشوراء من سنة ٥٢٧ أعتمد الأجل الوزير المأمون على السنة الأفضلية من المضي إلى تربة قبر) أمير الجيوش وحضور جميع لمتصدرين والوعاظ وقراء القرآن والمكث إلى آخر الليل والعودة إلى داره، واعتمد في صبيحة الليلة المذكورة مثل ذلك وجلس الخليفة على الأرض متلثماً يرى به الحزن وحضر في شرف بالسلام عليه والجلوس على السماط بما جرت به العادة.

هذا ما كان يحدث من احتفالات في ذكرى مصرع سيدنا الحسين (ع) قبل أن يشاد الضريح الحسيني حيث دفن فيه رأس الأمام الشهيد منقولا من عسقلان. أما بعد ذلك تحدث أبن الطوير عما كان يصنع في عاشوراء فقال: إذا كان اليوم العاشر من المحرم أحتجب الخليفة عن الناس، فإذا علا النهار ركب قاضي القضاة والشهود وقد غيروا زيهم ليكونوا كما هم عليه اليوم (في عهد الناقل أبن الطوير) ثم صاروا إلى المشهد الحسيني وكان قبل ذلك يعمل في الجامع الأزهر، فإذا جلسوا فيه ومن معهم من قراء الحضرة والمتصدرين في

<<  <  ج:
ص:  >  >>