قامت فكرة القصة - إن كانت لها فكرة - على أساس الإشادة بطبقة (أولاد البلد) والتنديد بالطبقة (الراقية) تنديداً أحسب أنه لا يتفق مع الواقع في كثير ولا في قليل. ولست أدري لماذا يعتمد أكثر المخرجين عندنا على عرض هذه الفكرة بالذات في أكثر أفلامهم؟! وإن كنت أدرى أن الفن أكبر من أن يستغل في هذا التملق الرخيص المبتذل، وليس بمعقول أن حياة الطبقة الراقية أو الطبقة الغنية عندنا تنحصر في (الرجس والخمر والميسر) وحياة (أولاد البلد) كلها (شهامة ورجولة وكرم)، وإنما المعقول أن لكل طبقة - على وجه الأرض - مزاياها وعيوبها، وأعتقد أنه من الخير لأهل الفن في مصر أن يدعوا هذا التهريج الأجوف ويعملوا للفن وللفن وحده يمكن أن يوجد عندنا نهضة فنية صحيحة.
الإخراج
حفل الإخراج بفجوات متعددة في أغلب المشاهد. مثال ذلك:
أقام (عادل) حفلة خيرية لجمع التبرعات لمساعدة (الأسطى إبراهيم)، ولم يحضر هذه الحفلة إلا نفر قليل من أبناء البلد. فكيف تسنى له أن يحصل على ثمن (جوز خيل) مع أن أي تبرع لم يزد عن خمسين قرشاً، وكيف هربت (شربات) من المنزل وأين كان أبوها وأين كانت أمها؟! وكيف غادر عادل منزل أبيه مطروداً ولم يتدخل جده في هذه المسألة؟! وكيف يشفى مريض قرر الطبيب أن مرضه خطير بكلمة (بابا وماما)؟! وكيف تذهب نازك إلى منزل لم تعرفه من قبل ولم تسأل أحداً عن مكانه، وكيف تركها والدها تذهب إلى ذلك المنزل في منتصف الليل بدون مبرر؟! وما الداعي للمشاجرة التي حدثت في (الصالة) وكان من الممكن عدم حدوثها بكلمة، وما هو عمل مختار في (الصالة) وبأي حق يضرب