للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أغرودة الليل]

(إلى وردتي الشقراء!)

لشاعر العاطفة والوجدان جان ريشبان

بقلم الأستاذ عبد العزيز العجيزي

أواه ألحاني، غردي، غردي! واسكبي الخمر عذباً، صداح الأغاني، إلى من تغنى بها الحبّ في روض جناني، وسكبت نشيد الهوى في كأس وجداني!

هام النور على جيد ليلاي، ناشراً حلو الضياء، وغنى سناه على جبين دنياي، شادياً لحن الصفاء، وداعب السحاب غصن مناي، بأنامل النور والبهاء، لما ارتقينا معراج السماء، صوب المشرق الوضاء، فانتشت بسلافه أفاويق الطرب، ومراشف السرور، واحتست شعاع النور بأقداح البسمات!

الدجى وسنان، والليل سكران، والكون نعسان، والوسن هيمان، وشمسي الذهبية أشرقت في رقة وحنان، وبدت غدائرها العسجدية تهفو بنفح العبير وشذى الربيع النشوان. فدانيتها عن كثب مازجاً أشواقي بأزهار جمالها، ناهلاً النور من نجوى محياها، راشفاً الضياء من سحر سناها، الهاتك حجب الدجى وجحافل الظلام.

ويصوغ خاطري نجوم الكواكب الساطعة من درر ذلك النهر الباهرة، قلادة ماسية متألقة، ذات فتنة ووضاء، وظلال ساحرة زرقاء، ودرة يتيمة رائعة تزهر بسناها فوق أديم جيد الحبيب، الندى الرطيب.

أواه ألحاني، غردي، غردي! فروض ليلاي زاهر بأنواره كسنا التاج، باهر بجلاله كأبهة المُلك، وحبيبتي بين أطيافه ملك تحف به سراته. . .

ليلاي! أنا هائم بترتيل أبهى الأغاني، والترنم بأعذب الألحان! فحسبك أن تكوني يا حبيبتي وحي أشعاري، ولحن قيثاري، ومحراب إلهامي، وناي أنغامي!

حنانيك حنانيك يا وردتي الشقراء! كوني لجمالك راعية، ولدلالك رانية؛ وابسمي، وهيمي بنغم القوافي الراقصة في موكب حبنا، ولحن الأغاني الشادية حول أجسادنا! اسمعي أغاريد

<<  <  ج:
ص:  >  >>