[قطف الثمار]
للشاعر الفيلسوف طاغور
بقلم الأديب عبد الخالق العطار
كانت حياتي أيام الصبا كزهرة. . . تفقد واحدة أو اثنتين من وريقاتها الكثيرة. . . ثم ينسيها الربيع ما فقدت. . . إذا ما وقف ببابها يطلب إحساناً
وودعت الشباب. . . فصارت حياتي كثمرة. . . ليس لها ما تستطيع فقده. . . ولكنها تنتظر من تهب له نفسها كاملة بكل ما تحمل من حلاوة
هل للأوراق الصفراء والزهور الذابلة أن تشارك الورود الناضرة في بهجتها بعيد الصيف؟ وهل لا يرسل غناء البحر أنغامه للأمواج الهابطة. . . كما يشجي بها الأمواج العالية؟
هاهي ذي اللآلئ والدرر. . . قد انتظمت في بساط يقف عليه إلهي. . . ولكن هناك كثيرون. . . ينتظرون صابرين. . . يرجون لمسة من قدمه. . .
ما أقل العقلاء. .!. . وما أعظم من يجلسون إلى جوار سيدهم!
ولكنه هو. . لقد احتوى الساذجين بين ذراعيه. . وجعلني خادمه إلى الأبد. . .
وجدت خطابه مع الصباح. . . عندما استيقظت. . .
ولم أعلم ماذا يقول فيه. . . فإني لا أعرف القراءة. . .
مالي وذاك الرجل العاقل. . . الذي يجلس وحيداً بين كتبه؟ لن أضنيه. . . وهو الذي يستطيع أن يقرأ لي خطابي. . .
دعني. . . دعني أضع الخطاب على جبيني. . . وأضمه إلى صدري
وعندما ينمو سكون الليل. . . وتتناثر النجوم في ظلمته واحدة إثر واحدة. . . سأبسط الخطاب في يدي. . . وأظلَّ صامتاً!
سيقرؤه لي حفيف الأوراق بصوت عال!
ستفنيه لي المياه وهي تندفع في مجراها!
سترتله لي سبعة نجوم هادئة. . . وسأسمع ترتيلها من السماء!
لقد ضل سبيلي. . . وأنا أبحث عما أريد!
لقد استغلق عليّ فهم ما لابد من معرفته!