للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

الشوق العائد

ديوان جديد للشاعر الأستاذ علي محمود طه

آية الفنان الموهوب أنك في دنياه لا تكاد ترجع ما يعرضه أمام ناظرك، ويجريه في حسك، إلا إلى منابع روحه، وفيوض مواهبه، وحسب هذه المجموعة التي يقدمها الشاعر - علي محمود طه - في ديوانه الجديد الشوق العائد أنها تحمل هذا الطابع الفني الرائع في معناها ومبناها، فهي تتقدم في مبنى غاية في الأناقة، ومعنى من دنيا الشاعر الذي يهيم في أجواء الحب، ولا يكاد يثنيه عن الولع بهذا الجانب الإنساني العاطفي ما يغلى به مرجل العالم من أحداث وأهوال. ولكن متى كان في استطاعة الإنسانية أن تتخلص من أسر العواطف؟ والشوق العائد وحي الوجدان الصادق، فليس فيه عاطفة مصطنعة، ولا صورة غريبة، ولا شعور متكلف، ولا إحساس دخيل، بل يغمرك بوقدة روحه، ويشع عليك وهج قلبه في صدق وأمانة، ويرسم لك عواطفه وخوالجه بهذا الوضوح والهدوء، فلا يحلق بك وراء السحاب، ولا يقذفها هوجاء عاصفة، ولا معقدة غامضة، ولا أدري ما إذا كان هذا من حسنات - محمود طه - في نظر بعض الناقدين أم من مآخذه. ومن بين عرائس هذا الديوان قصيدة (الشوق العائد) التي يقول فيها:

أهدئي يا نوازع الشوق في قلْ ... بي فلن تملكي لماض رجوعاً

آه هيهات أن يعود ولو أفن ... يت عمري تحرقاً وولوعاً

ثم يعقب على هذا الزائر المعاودة فيقول:

أيها الزائر المعاود ما ألْ ... قاك أحسنت بالمزار صنيعا

ما أرى في سمات وجهك إلا ... شبحاً رائعاً وحلماً وجيعاً

يتوقاه ناظري كأني ... فيه ألقي آلام عمري جميعاً

ثم ينتهي إلى هذه النغمة الحزينة:

عدت يا شوق! فيم عدت؟ ربيع! ال ... عمر ولى! فهل تعيد الربيعا؟!

ولقد استطاعت المرأة أن تبسط سلطانها على أكثر ما في هذا الديوان، وأن تطلق فيه أشباحها، وأن تستأثر منه بصفحات خالدات من أمثال: طاقة زهر - وامرأة وشيطان -

<<  <  ج:
ص:  >  >>