(أشهد أنني لم أغير شيئا من (روح) كتابات (روبيرجا كون)
- الكاتب الأمريكي الذي التقى بالمغفور له الأستاذ حسن البنا
سنة ١٩٤٦ واجتمع به طويلاً - ولكني أخذت (معالم) كتاباته
وملاحظاته وخطوط بحثه، كما أرسلها إلى صديق يطلب العلم
في (واشنطن)، وأضيفت عليها من الأسلوب الأدبي ما يجعلها
قريبة من مستوى (الرسالة)
(أ. ج)
لم أكن أظن أن الوقت قد حان بعد للكتابة عن رجل هز تاريخ مصر والشرق الحديث هزة قوية، تركت فيه آثاراً حية لا يمكن إنكارها أو تجاهلها أو الغض من قدرها، هي تلاميذه وحواريوه الذين لا يزالون على درجة من القوة والفاعلية
كنت أظن أم أمر هذا الرجل سيظل إلى وقت ما مبهما، يراه بعض الناس قديسا من القديسين، ويراه غيرهم طاغية من الطغاة؛ ولكن الحوادث في مصر قد أسرعت فأعادت إلى (الإخوان) مظهرهم الذي تجلى في صورة من القوة، أعادت إلى الأذهان أثرهم المعروف في توجيه الحياة السياسية والاجتماعية في مصر
وقد أختلف الناس في أمر كل (عظيم) وعبقري ونابغة، ولم يجتمعوا على رأي فيه ما دام حيا، ولكن الموت يحسم الأمر دائما، ويصرف عن صدور الناس أوهامها ويردها إلى شيء من الحق، فتحكم متجردة عن الهوى
وكان ضرورياً أن يختلف الناس في هذا الرجل، وكان حتما أن تفيض بعض النفوس بضروب من الحقد والحسد نحو رجل استطاع أن يجمع حوله الناس، وأن يؤلف بين طائفة ضخمة من الأتباع، بسحر حديثه، وجمال منطقه، وروعة بيانه، فتنصرف هذه المجموعة الضخمة من حول الأحزاب، والجماعات، والفرق الصوفية، وتنضوي تحت لوائه، وتطمئن