نشأ الإنسان في الحياة ووجد إنه في كل شئونه يحتاج إلى القوة، ففي إعداد طعامه كان يخرج إلى الصحارى والغابات ليصطاد فريسته، فكان مضطرا إلى حملها بنفسه ليعود بها إلى داره، وفي هذا لا تنجح إلا القوة العضلية، وفي البناء كان قدماء المصريين يشيدون الأهرام والمعابد والقبور، وكانوا يستخدمون الإنسان في حمل أثقل الأحجار ونقل التماثيل من مكان إلى آخر، ومن ذلك انهم استخدموا عشرة آلاف رجل لتشييد الهرم الأكبر، يستبدلون كل ثلاثة ولمدة عشرية عاما، وذلك رغم استخدام الروافع والعربات والسفن.
وإذا ما تلفت الإنسان حوله وجد مظاهر القوة بادية، فقوة الريح تعصف بالأشجار فتكسرها، والماء الجاري يجرف المباني فيهدمها، والأجسام تسقط نحو الأرض بفعل قوة، وهي قوة الجاذبية الأرضية، والمد والجزر أثران من أثار القوة، والكواكب السيارة تدور وتتحرك نتيجة قوة، فلفت ذلك نظر العلماء، فاهتموا بدراسة القوة وآثارها، منهم العالم الإيطالي غاليليو الذي اهتم بدراسة حركة الأجسام الساقطة تحت تأثير جاذبية الأرض وتبعه العالم الإنجليزي سير اسحق نيوتن (١٦٤٢ - ١٧٢٧) الذي وضع القوانين التي تربط بين القوة والحركة والقوة والكتلة، ودرس حركة الكواكب السيارة فهو يعتبر بحق واضع أساس علم الميكانيكا وعلم الفلك، وتبعه علماء كثيرون درسوا القوى الناتجة من الهواء والماء والبخار والكهرباء.
القوة والحركة:
ومهما اختلف مصدر القوة فإن هناك علاقة كبيرة بين القوة والحركة، فأينما وجهت النظر إلى قوة من القوى وجدتها يصحبها حركة من الحركات، فالسيارة تبقى ساكنة ما لم تستخدم القوة الناتجة من احتراق بخار البنزين، والقاطرة لا تتحرك إلا بقوة البخار، وكلما زادت القوة زادت الحركة، وعندما توقف القوة فعندئذ تقل الحركة إلى أن تنعدم، وانعدام الحركة في الواقع ناتج من قوة هي قوة الاحتكاك بين العجلات والأرض، فالقوة تحرك الجسم