يكاد يكون اتجاه علم الطبيعيات الحديثة في مبحث الذرة أن اللبنات الأساسية التي تبني منها الذرة موجبة، وذلك من بعد ما نجح العالم الفرنسي (لويس دي بروجلي) - والأستاذ (هيزنبرج) - في وضع مبادئ الميكانيكا الموجبة. فنحن نعلم أن نظرية (نيلز بوهر) مع نظرية المقدار القديمة كانت تستحكم في الأذهان حينما تقدم للملأ (لويس دي بروجلي) عام ١٩٢٣ م مقرراً أن الإلكترونات وهي دقائق كهربائية مادية ذات شحنة سالبة تحمل ما يتبين فيه نبض موجبي، وأن أشعة (إكس تظهر في شكل من القوة خاص بالذرة غير أن ملاحظة (لويس دي بروجلي) لم تحظ بتأييد أحد غير العلامة حدث أن نجح الأستاذ (دافسن) وزميلة (جرمر) في إثبات أن الإلكترون وهو دقيقة مادية يخضع لقوانين التفرق الموجي. فنحن نعلم أن مرور موجة ضوئية في ثقب دقيق يتمخض عما يعرف باشتباك الأمواج وتفرقه - إذ بدلاً من أن تسير الموجات الضوئية في خطوط مستقيمة فإن أجزاءها تشتبك. ومثل هذا يحدث إذا مرت في معدن متبلور أو صفائح فلزية حيث تقوم دقائق المعدن أو الفلز مقام الحائل في الضوء المرئي. وقد نجح هذان العالمان في إمرار إلكترونات من خلال صفائح فلزية من الذهب ومعادن متبلورة، فكانت النتيجة التي انتهينا إليها أن الإلكترون يتصرف تصرف الأمواج، إذ تشتبك أجزاؤه وتتداخل. ومن ذلك الحين احتلت الميكانيكيات الموجبة مكانها اللائق في عالم الفكر العلمي الحديث
وقد استند (لويس دي بروجلي) إلى ظاهرة تصرف الإلكترون كموج وقرر أنه عبارة عن موجة كهربائية تجمعت في حيز صغير، ورغم أن فرضيته كانت توافق النتائج التجريبية التي انتهى إليها الأستاذة (دافسن) و (جرمر) و (طمسن الصغير) فإن مبدأ (عدم التثبت) الذي كشف عنه (هيزنبرج) كان يقف عقبة دون قبول هذا الرأي
فنحن نعلم من نظرية المقدار القديمة أن إطلاق لمادة لفوتونات الطاقة يكون كاملاً وكذلك