امتصاصها لها، وأن عملية امتصاص الفوتونات وإطلاقها تسير متقطعة غير متصلة، وذلك يرجع إلى أن نظرية (ماكس بلانك) قامت تستمد كل قوتها من التحولات الدورية في الاهتزازات التي تعين خط شعاع الموجة، معتبرة هذه التحولات غير مستمرة بل هي وثبات متماثلة متساوية المسافة الفاصلة بينها، كما أن الزمن الفاصل متساو، فتكون بناء على ذلك هذه التحولات الدورية راجعة لوحدات ثابتة لا تنقسم اصطلح على تسميتها بثابت بلانك في الرمز الرياضي. فإذا أخذنا موضع النظر الحقيقة التي قررها (جيمس كلارك ماكسويل) من أن الأمواج أياً كانت تتسع في دوائر باستمرار في كل الجهات، فكأن موجة ضوئية تصدر من أحد السدم تصل إلى الأرض بعد سنين من صدورها، ورؤيتها تحمل في (علم المقدار على أن مقداراً أصاب العين، مع أن المقدار المنطلق من إحدى ذرات السديم يجب أن تتوزع طاقتها على صدر قوس موجتها، حتى أن السنتيمتر من سطح الأرض الواقع في دائرة شمول الموجة لا يصيبه إلا جزء صغير جداً من المقدار وهذا يستلزم انقسامها وهي لا تنقسم، وهذا خلف
ولقد افترض (هيزبنرج) لحل هذا الإشكال أن الأمواج لا تحمل كميات من الطاقة متساوية في صدرها، إنما تحمل احتمالات متساوية بوجود الطاقة، متجمعة في إحدى النقط الواقعة على صدر الموجة. والمذكرة التي قدمها (هيزنبرج) في هذا الشأن خريف عام ١٩٢٥م تنطوي على هذا المبدأ الذي يستتر وراءه حقيقة من أهم حقائق الكون الخفية
وقد نجح العلماء من بعد (هيزبنرج) في إثبات هذه الحقيقة وقد كنت أنا من أوائل هذا النفر، فقد بينت تجاربنا بمعامل البحث الطبيعي في موسكو أننا لو أسقطنا حزمة من أمواج الحرارة على طبقة معدنية من المغناسيوم، فبطبيعة الأمر سيتطاير عدد من الكهارب، وعن طريق قياس سرعة سقوط أمواج الحرارة وعدد الكهارب المتطايرة وعرض الموجة، أمكننا حساب مسألة تركز الطاقة في نقط معينة من صدر الموجة أو توزعها، وكانت نتيجة هذه التجارب أن الطاقة في أمواج الحرارة متجمعة في أجزاء على صدر الموجة، وبذا تؤثر في الكهارب التي تصدمها
وإذاً يمكننا أن ننقح رأي (لويس دي بروجلي)، وأن نفترض مع الأستاذ (أروين شرودنجر) أن الكهربائية في الذرة ليست مركزة في نقط معينة من الذرة، هي الكهارب، إنما هي