موزعة على السواء في محيط كرة الذرة. وتفسير هذا التوزيع يشكل أهم مسألة في الطبيعيات الحديثة
٢: -
لقد كان أثر نظرية المقدار في تفكيرنا العلمي عن بناء الذرة كبيراً، إذ لم نعد نعتبر سير الإلكترون في فلكه حول النواة مستمراً بل متوثباً، ويكون بذلك شكل الذرة الخارجي متعدد الأضلاع نظراً لأن الإلكترون يرسم حدود الذرة وثباً في سيره من حول النواة، وهكذا نقترب من التصوير الذي وضعه للذرة (جلبرت نيوتون ولس) ١٩١٦، والتي اعتبرت أساساً لبناء الذرة المستقر
وهذا التفكير وضع حداً لذرة (بوهد) وخصوصاً أنه كان يرى المسارعة في الذرة، مسارعة الإلكترون ترجع لقوانين النشاط الكهربائي - الكلاسيكية، بينما إشعاعات الذرة للفوتونات ترجع لقاعدة (ثابتة بلانك) في (علم المقدار). ومن المعلوم لنا عن طريق التجربة أن المسارعة من جهة وإطلاق الذرة للفوتونات من جهة أخرى يمكن أن يخضع لقوانين النشاط الكهربائي الكلاسيكية، ولكن. . . ذلك إذا بلغت عدد المقادير - ثوابت بلانك - اللانهائية أو قاربتها
هذا إلى أنه من المتعذر على الباحث في الدقائق - أن يعين مكان دقيقة ذريرية وسرعتها في آن واحد، فإذا عرف المكان تعذر على الباحث تعيين السرعة، وإذا عرفت السرعة تعذر عليه تعيين المكان، وقد كان تأثير هذا المبدأ - مبدأ عدم التثبت - كبيراً فإنه هدم ثقة العلماء بالجبرية في علم الطبيعة غير أنه من المهم أن نلاحظ أن عدم التثبت كان ينعكس في المقادير الكبيرة إلى نوع من التثبت والحقيقة. وهذه الحقيقة بجانب أوليات حسابات الاحتمال مهدت السبيل للعلامة (أورين شرودنجر) أن يضع نظرية جديدة في (علم المقدار) تضافر معه على تحقيقها (ماكس بورن) و (جوردان) و (ديراك) وفي هذه النظرية الجديدة لم يعتبر (شرودنجر الإلكترون دقيقة مادية ركزت فيها الشحنة الكهربائية، إنما اعتبرها شحنة كهربائية موزعة على ذلك الإلكترون على السواء، والتوزيع هنا معناه احتمالي محض، وقد اختلفت وجهات النظر في تفسير الاحتمال، فهو عن شرودنجر ليس ساحة فراغية إنما هو ساحة رياضية صرفة، بينما هو عند جودان وماكس بورن مقياس لا