عفا الجاني وقد بلغ التشفي ... وبعض العفو من فرح الشَّمات
(للناظم)
قد يُعَزِّيك شامت يتشفى ... باجتلاء الآلام لا بالعزاء
(للناظم)
مقدمة القصيدة:
إن العفو لا يكون من المظلوم المجني عليه وحده بل قد يكون أيضاً من الجاني الظالم إذا أقنع نفسه أنه المظلوم، أو إذا أقنع الناس كي ينال عطفهم ومساعدتهم له في ظلمه وشره. وكثيراً ما يساعد الناس الشرير في شره اعتقاداً منهم أنه هو المظلوم أو. لأن مساعدته في الشر ضد المظلوم فرصة لإراحة ميل الكثير من الناس لالتذاذ القسوة كما هو الحال في مرض السادزم عند إطلاق هذا المصطلح عليه في المعنى الأعم؛ وهذا النوع من العفو الذي يجود الظالم إنما هو من فرحة الشماتة، وهذا الشعور يشبه شعور الشامت الذي يعزي المصاب ويخفي فرح الشامت ويظهر الأسف، وهو إنما يعزي كي يرى آلام المصاب أثناء التعزية. وهذه القصيدة تصف النفس الإنسانية بين عواطف الخير والشر، وقد تجتمع الأضداد منها في نفس واحدة من غفران وشمات، ومن حقد الحياة وصفح الممات، كما تصف عبث شقاء الحروب بين الأمم التي يتحالف بعدها الخصوم ويتعادى الأصدقاء
القصيدة:
إذا ما دنا الموت من هالك ... وأيقن أَلا يطول البقاءْ
وقد زال ما كان مِنْ نشوة ... ومن شِرَّةٍ نال عنها العَزاء
ولاح له عيشه ماثلا ... وقد بُزَّ عما جناه الرياء
وأُفْهِمَ ما كان من حرصه ... وأبصر ما قد طواه الخفاء
يُرَى آسفاً أَنْ عدا أو جنى ... وأَنْ كان منه الأذى والعداء
وليس يُرَى آسفاً لاغتفار ... دعاه قديماً فَلَبَّى الدعاء