[علي محمود طه]
شاعر الأداء النفسي
للأستاذ أنور المعداوي
استمعت إلى الشاعر وهو يخاطب (الموسيقية العمياء)، وأستمع إلية أخرى مرة وهو يقدم إلينا الصورة النفسية الثانية، مخاطبا فيها ذات الغلالة الرقيقة النائمة تحت نافذتها المفتوحة في ليالي الصيف المقمرة. . . هناك في قصيدة (القمر العاشق) في الصفحة العاشرة من (ليالي الملاح التائه):
إذا ما طاف بالشرفة ... ضوء القمر المضني
ورفَّ عليك مثل ... الحلم أو إشراقة المعني
وأنت على فراش الطه ... ر كالزنبقة الوسنى
فضمي جسمك العاري ... وصوني ذلك الحسنى
أغار عليك من سابٍ ... كأن لضوئه لحنا
تدق له قلوب الحور أش ... واقا إذا غنّى
رقيق اللمس عربيدٌ ... بكل مليحةٍ يعنى
جريءٌ أن دعاه الش ... وق أن يقتحم الحصنا!
تحدَّر من وراء الغيم ح ... ين رآك واستأنى
ومسَّ الأرض في رفقٍ ... يشق رياضها الغنَّا
عجبت له، وما أعجب ... كيف استلم الركنا؟
وكيف تسوَّر الشوك ... وكيف تسلَّق الغصنا؟
على خديك خمر ... صبابةٍ أفرغها دنَّا
رحيق من جني الفت ... نة لا ينضب أو يفنى
وفي نهديك طلَّس ... مان في حلَّهما افتنَّا
إلى كنزها المعبود ... بات يعالج الرَّدنا!
أغار؛ أغار أن قبَّل هـ ... ذا الثغر أو ثنَّى
ولفَّ النهد في لينٍ ... وضم الجسد اللدنا