للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[للتاريخ السياسي]

نتائج اتفاق مونيخ

للدكتور يوسف هيكل

رأت دول وسط وشرقي أوربا، بعد أن زالت السياسة التي بنيت عليها العلاقات الدولية، أن تبني علاقاتها الدولية على أسس جديدة. فأخذت تلتف حول الريخ طلباً لوده واتقاء لنقمته. لأنه ظهر لها أن لا وجود مطلقاً للضمان المشترك. ولا فائدة ترجى من التحالف مع الدول المقاومة للهر هتلر. لأن هذه الدول لا تقوى على مد يد المساعدة لحليفتها. والدول القائلة بهذا القول تضرب مثل تشيكوسلوفاكيا لإثبات صحته.

وفي الواقع أن تشيكوسلوفاكيا نفسها قد غيرت سياستها الخارجية وأخذت تقترب من ألمانيا. فأدلى الجنرال سيروفي رئيس حكومة براغ تصريحاً قال فيه: (إن مبادئ سياستنا الخارجية واضحة جلية، وهي أن تكون علاقاتنا ودية مع جميع العالم لا سيما مع جيراننا. ويجب علينا التعاون معهم إذا أردنا أن نعيش بسلام وطمأنينة). وقد ذهبت إحدى الجرائد التشيكية إلى أبعد من ذلك قائلة: (إن أوربا الوسطى أزيلت من الوجود، وإنه يجب علينا حتى في علاقاتنا التجارية نفسها ألا نعمل مع أية كتلة تضعنا ضد ألمانيا، أو أن ندرك أن الهر هتلر والسنيور موسوليني أقوى من فرنسا وبريطانيا، فالهر هتلر يكسب المعارك معركة بعد معركة طبقاً للنظرية الواردة في كتابه كفاحي).

ولتحقيق سياسة التقرب مع ألمانيا، وتنفيذاً لرغبة الهر هتلر، استقال الدكتور بنيش من رياسة الجمهورية التشيكوسلوفاكية في أكتوبر (تشرين الأول)؛ وألغى تدريس اللغة الفرنسية في مدارسها كلغة إجبارية، واستعيض عنها باللغة الألمانية. فرحبت ألمانيا بذلك، وأخذت تساعد على إيجاد علاقات ودية بين الحكومتين

وانتشار نفوذ ألمانيا في تشيكوسلوفاكيا يضع في يدها مفتاح باب الدانوب، ويفتح أمامها باب أوربا الشرقية والشرق الأدنى. وقد قال في ٤ أكتوبر (تشرين أول) إرشيبالد سنكلر زعيم الأحرار المعارضين (إننا سنعيش حتى نبكي اليوم الذي باعت بريطانيا فيه الحرية في أوربا الوسطى، وفتحت طريق توغل ألمانيا في أوروبا الشرقية)

وعملياً أخذت ألمانيا تنشر نفوذها في أوربا الشرقية وفي الشرق الأدنى، فزار الدكتور

<<  <  ج:
ص:  >  >>