للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فونك وزير الشؤون الاقتصادية الألمانية بلغراد وأنقرة وسوفيا. فعقد مع حكومة يوغوسلافيا اتفاقية تجارية جديدة، وقال بصددها إن ألمانيا في وضعية تمكنها من شراء نصف منتوج يوغوسلافيا، ومن مساعدتها على إكثار منتوجها بتقديم الآلات والمال لاستثمار المعادن. وبالإضافة إلى ذلك فإن في إمكان ألمانيا دفع أسعار مرتفعة لما تبتاعه، والمحافظة على مستوى هذه الأسعار، لأن نظامها الاقتصادي أقيم بصورة لا تؤثر عليه الأزمات. وقد أكد الدكتور فونك أن ألمانيا الآن أعظم بلاد العالم إنتاجاً بفضل نظامها السياسي. وأضاف قائلاً أن ليس في الإمكان تفريق السياسة الاقتصادية عن العامة.

وقد لقي الدكتور فونك استقبالاً حاراً في أنقرة، ونجح فيها نجاحاً باهراً، إذ عقد اتفاقاً مع الحكومة التركية أقرضتها ألمانيا بمقتضاه ١٥٠ مليون مارك (ما يقرب ١٣ مليون جنيه إنجليزي) لشراء الآلات الصناعية والأدوات الحربية، على أن تسدد بعد عشر سنوات. وقد أدهش ذلك الاتفاق الدوائر الدبلوماسية، لأنه في مايو السابق فقط اقترضت الحكومة التركية ستة عشر مليوناً من الجنيهات من الحكومة البريطانية.

وبعد تركيا زار الدكتور فونك بلغاريا وتباحث مع حكومتها للوصول إلى تحسين العلاقات الألمانية البلغارية التجارية. وقد قبل دعوة رومانيا واليونان لزيارة بلادهما، وفي نيته زيارة إيران وأفغانستان، غير أنه أرجأ ذلك إلى وقت آخر. ودول البلقان ترحب بتحسين علاقاتها التجارية مع الريخ، لأنها تعتقد أن تجزئة تشيكوسلوفاكيا أزالت كل مقاومة للمصالح الألمانية في أوربا الشرقية. والعلاقات التجارية المنيعة تولد الصداقة السياسية، والنفوذ الاقتصادي يوجد النفوذ السياسي.

وقد صرح الهر فونك في حديث له مع مندوب جريدة (برلين تسيتونغ) (أن في جنوب أوربا الشرقي وآسيا الصغرى كل شيء تحتاج إليه ألمانيا تقريباً. ولهذا لا يمكن أن توجد دولة أخرى قادرة على أن تشتري منها ما تشتريه ألمانيا. ونظراً لأهمية نهر الدواب لجنوب أوربا الشرقي، يجعل من هذه البلاد منطقة اقتصادية ممتدة من بحر الشمال إلى البحر الأسود، والدول القائمة فيها تستطيع أن تكون متممة إحداها للأخرى). وهذا التصريح يرمي إلى تحقيق الحلم الألماني السابق للحرب العالمية؛ حلم (همبرك - بغداد).

وتقول جريدة (آسن ناشونال زيتيغ) في عددها الصادر في ١٢ أكتوبر (تشرين أول) إنه

<<  <  ج:
ص:  >  >>