للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[وليم بتلر يايتس]

الفنان الذي أوجد لأمة أدباً ١٨٦٥ - ١٩٣٩

للأستاذ عبد الكريم الناصري

(تتمة ما نشر في العدد السابق)

والحب عند يايتس صوفي، فذ في صوفيته ونقاوته. (هو لهب أبيض يحترق فيه كل ما له صلة بالأرض وبالتراب)

هو حب (شلى)، (آريلي)، حب مثالي لجمال مثالي

ولكن أين هذا المثل الأعلى من الجمال؟ إن دونه الكلال والملال، والهرم والشيخوخة، والصدى الذي لا يبل، والقلق الذي ماله من حد:

(خرجت إلى غابة البندق، لأن ناراً كانت في رأسي، فاقتطعت غصناً وقشرته، ومكنت بندقة من صنارة، ووصلت الصنارة بخيط، وساعة أن كان فراش العُث في جو السماء، وكانت النجوم تبزغ رفاقة خفاقة وكأنها الفراش، ألقيت الصنارة في الجدول فصدت سمكة فضية صغيرة، ثم وضعتها على الأرض ومضيت أنفخ النار لتلتهب، ولكن شيئاً حف على الأرض، وإنساناً هتف باسمي، وإذا بها أمست فتاة تكاد في الضوء الخافت المرتعش لا تبين، وفي شعرها زهرة تفاح، وقد هتفت باسمي وفرت واختفت في الفضاء الرفاف بأضواء اللهب

ألا إني وإن كان أهرمني التطواف الهائم خلال النجاد وخلال الوهاد، لواجد يوماً ملاذها ومأواها، فمقبل ثغرها ومتناول يدها، ثم سائر وإياها بين العشب المرقط الطويل، ثم مقتطف حتى آخر الزمان، تفاح القمر الفضي. . . وتفاح الشمس الذهبي)

ومَحْزنة الحب في هذه الدنيا أنه لا يدوم. إن يايتس ليعترف بهذه الحقيقة، ولكنه في بعض الأحيان يأبى أن يعترف:

(أيها الجبين الشاحب! أيتها اليد الساكنة! أيها الشر المظلم. . . لقد كان لي صديقة جميلة؛ ولقد خيل إليّ أن اليأس القديم سينتهي بالحب في النهاية، ولكنها نظرت ذات يوم في قلبي

<<  <  ج:
ص:  >  >>