كتبت في (الرسالة) بتاريخ ٢٦ نوفمبر الماضي كلمة تحت عنوان: (أيها العرب. استيقظوا واحذروا). واليوم وبعد أن قررت الحكومة الإنجليزية إباحة الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، على رغم أنف العرب، وأنف الكتاب الأبيض الإنجليزي أيضاً. اليوم يهمني أن أعيد نشر الفقرات الأولى من هذا المقال، قبل التعليق على هذا القرار الأخير:
(إن قضية العرب في فلسطين تتأخر ولا تقدم!
(ويسوءني أن أكون نذير سوء؛ ولكن لأن نواجه الحقائق الواقعة، خير من أن نستنيم للأحلام. . .
(حينما صدر الكتاب الأبيض الإنجليزي، أعلن كل عربي مخلص أنه لا يرضى عن هذا الكتاب، وأنه صدمة لآمال العرب بما تضمنه من استمرار الهجرة الصهيونية فترة أخرى - وأن تكن موقوتة - تصبح الهجرة بعدها مرهونة بمشيئة العرب، أن شاءوا أمضوها، وأن شاءوا لم يسمحوا من بعد بها.
(واليوم يتمسك العرب بسياسة الكتاب الأبيض، ويدعون إنجلترا للمحافظة عليها.
(إذن قضية العرب في فلسطين تتأخر ولا تتقدم!
(تتأخر، فيصبح الكتاب الأبيض الذي كان بالأمس موضع شكوى العرب، هو موضع رجائهم، وينقلب الحد الأدنى - أو ما هو دونه - حداً أعلى لآمال العرب، أو الناطقين باسمهم في هذه الأيام!
(ألا إنها المحنة التي يجب أن تتفتح عليها الأبصار!
(فلننظر فيم كان هذا الانقلاب؟
(صدر الكتاب الأبيض بالأمس ترضية للعرب الثائرين الساخطين. فرفضوه واستصغروه. فلما سرى البرد إلى دمائهم الفائرة، ودب الخدر إلى أعصابهم الثائرة، رضوا عن الكتاب الأبيض، ووقفوا ينتظرون. . .
(وألغى الكتاب الأبيض اليوم ترضية للصهيونيين الثائرين المعتدين، وهم يرفضون إلغاءه،