(عود لتوضيح معنى جليل - دنيا المهندسين - صوفية مادية
- إلى المعتمدين على المباحث الروحية - نتائج لقانون
التسلسل والترقي - فرضية لا بد منها - إشارة قرآنية عجيبة
- ضروب من العقول - أدوار المعرفة وأدوار العلم -
إنسانية الشرق المضيعة - العلم دين - أين رجال القمة في
الفكر والخلق؟
يدفعني التفاوت الكبير الذي أشرت إليه سابقاً بين قوة بعض الآلات التي صنعها الإنسان من الحديد وغيره من المعادن وبين قوة الحيوان والإنسان نفسه، إلى أن ألح بالبيان والتوضيح على هذا الموضع لأثبت به الحجة في الدعوة إلى الثقة بالإنسان بعد أن استطاع أن يصنع موجودات عظيمة وقوية تخلفه وتخلف الحيوان في السرعة والاحتمال والانبعاث والدقة في الحساب والرصد وقياس الدقائق وإبراز الخفايا وجلب المنافع والأضرار.
وهذا لا يعني أن هذه الآلات مستقلة بحياتها ومدركة لما تفعله، ولكنه يعني أن الإنسان مد حياته وتفكيره إليها، وأقامها مكانه في رصد حوادث الحياة وأداء بعض أفعاله فيها كي يتفرغ لغيرها ويتجه إلى فتوح وغزوات جديدة في مجاهل الكون. . .
ولست أستطيع أن أغفل هذا التفاوت العظيم بين هذه الآلات، وبين النماذج الحية من أجسام الحيوان التي اتخذها الإنسان أساساً لعمله وطرق إيجاد ما أوجده بدون أن أصل منه إلى مدى بعيد من الاستنتاج قد ينفع العلم وينفع الدين وعلم الاجتماع في تحديد وضع الإنسان. . .
وينبغي قبل كل شيء أن أقول لمن عساهم يخشون من مغالاتي في تقدير قيمة الإنسان وإعجابي بما صنعه من الآلات التي فاقت قدرة الحيوان وقدرته هو على العمل والاحتمال آلاف الأضعاف: إنني لا أبغي من وراء ذلك إلا لفت أنظار الغافلين إلى قدرة الفكر